مقالات الرأي

أزمة اتحاد طنجة: تقاعد “الولاية” وتشبثٌ بالهاوية

نزار الهسكوري – مقال رأي

منذ سنوات، وأمام تراكم اشكالات نادي اتحاد طنجة على المستويين الاداري والمالي، أصبح سؤال الأنتلجنسيا الروسية في زمن القياصرة “ما العمل ؟” سؤالا لا يغادر أذهان مشجعي النادي، ومنخرطيه، ومعهم باقي المتدخلين من سياسيين وسلطات ولائية.

الاجابة على هذا السؤال سهلة جدا لدى البعض، بل وأصبحت “معجلة-مكررة-” من خلال التشبث بالماضي، وبتكرار أخطاء وتجارب الماضي.

الاجابة على هذا السؤال، لدى هؤلاء أصبحت لصيقة باسم السيد عبد الحميد أبرشان، ومعه بعض رجال السياسة الاخرين.

هذه الاجابة لم ينتظر الرجل الكثير ليثبت عدم صوابيتها، لكن قبل الانتقال لتأكيد عدم صوابية هذه الفكرة -من وجهة نظرنا- لا بد من التفكير بلا-عقلانية أفكار البعض.

 

فما من عقلانية تقول بأن يتم اعادة انتخاب عبد الحميد أبرشان رئيسا للنادي وهو نفسه أودى به الى الهاوية، وأغرقه في الديون بمعية مكتبه، -وإن كنا لا ننكر بعض انجازاته هنا-، وإن كان أبرشان ومن معه قد أودوا بالنادي الى تَشَظٍ اداري ومالي لم نعرفه من قبل، فإن التعلق بسياسيي المدينة وعلى رأسهم “المرشح الفار من وجه برلمان النادي” مسألةً تحتاج الى فهم لأن هذا التعلق له منطق رغم لاعقلانيته.

تشبث البعض بمن خرب النادي، يجد سنده وتأصيله في كتاب “جاذبية القادة السامين” -بكسر الميم وتشديدها- لجان ليبمان بلومان، والتي اعتبرت وجود هذا النوع من القادة “نعمة” تعفي الناس من تقرير مصيرهم ومواجهة الفشل الذي وصلوا اليه -أو وصلنا اليه-، طالما هم من يضمنون الاستقرار والرزق، وهذه هي علاقة بعض منخرطي وجمهور النادي بهؤلاء القادة، فهم نفسهم قادرون على ابتكار وابداع التبريرات والاعذار حتى قبل أن يوجدوها لأنفسهم.

أمام هذه الوضعية، لا يسعنا إلا التأكيد على أن استمرار التعويل على اجماع واجتماع سياسيي المدينة حول انقاذ نادي اتحاد طنجة، مسألة من ضرب الجنون وانتظار هذا الاجماع هدر لزمن الانقاذ واقتياد للنادي نحو الهلاك التام.

فاذا نظرنا بعمق صوب جدلية الارتباط بين السياسة والرياضة، نجد أن هذه الأخيرة لم تكن سوى وسيلة تمارس من خلالها القوى الحزبية سيطرتها السياسية، وتكرس نفوذها داخل المجتمع. هذه الجدلية تضع الاطراف الحزبية والسياسية في وضعية مواجهة وتناحر دائمين، فهذه الاطراف كل من موقعه لن تمنح بعضها البعض أوراق قوة و”جوكير” تقوي النفوذ والامتداد الشعبي.

هذا الوضع، تنظر اليه ولاية الجهة من زاوية “المتقاعد” والنأي بالنفس وهي التي دعمت النادي بمبالغ مالية ضخمة خلال المرحلة المنتهية من عهد السيد محمد أحگان، حيث بدت كأنها تصبُ “الماء في الرمل” فاشكالات النادي والفريق آخذة في التفاقم بفعل غياب مشروع مالي واداري يعكس حجم المدينة ونادي اتحاد طنجة.

لكن النأي بالنفس في هذه المرحلة لن يكون الخيار المثالي لحل أزمة الفريق، خصوصا وأننا أمام معطيات جديدة تهم “النظام العام”، أمام ورقة الفصيل المشجع باللجوء الى الشارع في حال لم يتم انتخاب رئيس خلال أربعة أيام.

برأينا المتواضع، حل أزمة الفريق تكمن في ابعاده تماما عن الأطراف السياسية المتجاذبة، والعمل على تشجيع خيار “الرئيس غير المسيس”، خاصة وأن بعض الراغبين في ترؤس النادي لم يلقوا الدعم المطلوب والمنتظر، وهم الذين لم يعولوا على “صحن المؤسسات العمومية” في انقاذ النادي ولا صحن “La zone franche”، بل قوبلت طروحاتهم بنوع من التهكم والتندُر الغريب.

وهنا نختم ونستذكر الرسالة الملكية الموجهة للمشاركات والمشاركين بالمناظرة الوطنية حول للرياضة سنة 2008، والتي اختزلت الاشكال والحل في فقرة وحيدة نقتبس منها:

” ومن التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية ، من لدن بعض المتطفلين عليها، للارتزاق أو لأغراض شخصية، إلا من رحم ربي من المسيرين الذين يشهد لهم تاريخ الرياضة ببلادنا بتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجلها، جاعلين الفرق والاندية التي يشرفون عليها بمثابة أسرتهم الكبيرة ولاعبيها في منزلة أبنائهم.”

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق