مقالات الرأي

خواطر سدرواي: فرنسيون تركوا الفقر في بلدهم ليستقروا في ⁧‫المغرب !

الدكتور عزيز سدراوي

بحلول شهر شتنبر يعود المهاجرون المغاربة إلى مهجرهم و ينتهي الكلام عن مغامراتهم و مساعدتهم الكبيرة للاقتصاد الوطني و لذويهم بالخصوص وتحويلاتهم السخية.
الآن يجب التحدث عن نوع آخر من المهاجرين لا أحد يتحدت لا عن عددهم ولا عن تحويلاتهم ولا على إقامتهم دون وتائق.
أقصد ما بين 250.000 و 350.000 مهاجر أوروبي و غير أوروبي أغلبهم فرنسيين تركوا الفقر في بلدهم ليستقروا في ⁧‫المغرب‬⁩… كمعمرين جدد.
من بين الطرائف التي نصطدم بها بين الفينة و الأخرى بل وكثيرا هو أن قوما لم يتجاوزوا في حياتهم محطة الأداء بوزنيقة يتفوهوا أن المغاربة يهاجرون فرارا من الفقر والظلم والحكرة.. وكأنهم الشعب الوحيد الذي يترك بلده بحثا عن حياة أفضل أو عن أفق جديدة.
هنا سنقف بعض الوقت لنوضح حقيقة مهمة و غير معروفة..
عدد المغاربة بالخارج حوالي 5 ملايين..
عدد المهاجرين الفرنسيين الذين تركوا بلدهم حوالي 3.5 مليون..
يعني تقريبا نفس الرقم..
هل فرنسا بلد الحكرة وتهميش وفقر؟ أترك الإجابة وأخبركم أن في مدينة لندن وحدها حوالي 350.000 فرنسي لأهم علماء ذرة ولا خبراء ألغام أغلبهم يعملون في المقاهي والمطاعم والمخبزات ويصنعون البيتزا.
‏سفارة فرنسا في المغرب تقول أن هناك فقط 80.000 فرنسي مسجل لديها.
السؤال ماذا عن الآخرين؟ لم أجد أي رقم.
الغريب في الأمر ومن عجائب الصدف أن ‏ المغربي في فرنسا إسمه immigré.. أما الفرنسي في المغرب فإسمه expatrié.. يتلاعبون حتى بالكلمات.. والحقيقة واحدة.. خرج من بلاده بحثا عن حياة أفضل..
سؤال آخر و هذه المرة جد مهم:
كيف يقيمون في المغرب دون أي وثيقة؟ ماذا عن تحويلاتهم؟ كم يحولون لبلدهم من العملة الصعبة سنويا؟ هل كل تحويلاتهم قانونية؟
كيف يؤجرون بيوت ويسكنون دون وثائق؟
ماذا عن من يقيم سنة في camping-car داخل المخيمات؟ هل يحسب مقيم أم مهاجر أم سائح؟ هل أصحاب riad ودور الضيافة في مراكش وتارودانت يدفعون حقا ضرائب ومساهات لصناديق الضمان الاجتماعي وصناديق التقاعد علما أنهم يشتغلون دون وثائق؟ أشك في ذلك…
وماذا لو قرر المغرب تطبيق سياسة المعاملة بالمثل.
ردا على خرجات ماكرون وجمعهم ذات ليلة من دار بوعزة أو من hivernage في مراكش او camping تاغازوت وأرسلهم في طائرة بدعوى الإقامة غير الشرعية؟؟ مع تغطية إعلامية جد محكمة.
وبحكم معرفتي الجيدة بفرنسا والفرنسيين سيصدمون لأجيال وأجيال
وستمرغ بكرامتهم الأرض لعقود.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق