مقالات الرأي

” تحف فنية رمضانية”من أيام الزمن الجميل

 

بقلم د. الشريف الرطيطبي

كانت التلفزة المغربية تشرع في بث برامجها على الساعة السادسة مساء، وتنهيها على الساعة الحادية عشر ليلا. أما استثناءات البت فهي قليلة جدا، مثل مناسبة نقل مباشر لمباراة للفريق الوطني لكرة القدم ، فيبدأ البث على الساعةالثالثة زوالا.

وكان الراديو يقدم برامجه لمدد أطول، وخاصة الإذاعة الوطنية بالرباط التي تأخذ حصة الأسد من البث، لتسمح ببت محدود للإذاعات الجهوية، وأهمها إذاعة طنجة وإذاعة فاس وإذاعة وجدة.

 

وكان العديد منا يتابعون برامج متنوعة دينية وثقافية وترفيهية في شهر رمضان. لكن المميز فيها كانت هي المسلسلات الإذاعية التاريخية. فمن لا يتذكر المسلسل الشهير “الأزلية” في نهاية السبعينيات، والذي كان يقدم على حلقات، مباشرة بعد أذان المغرب. فكنا نتحلق حول المذياع لمتابعة مغامرات “سيف ذو يزن” بصوت الممثل والمخرج النجم محمد حسن الجندي، الذي يفتتح كل حلقة بصوته الجهوري قائلا :

سموني وحش الفلا

واسمي سيف ذو يزن

رموني أهلي للخلا

وحماني الخالق الرحمان !

 

كان هذا الصوت الرخيم يسافر بنا بعيدا في عالم يجمع بين الواقع والخيال، فنبدي تعاطفا مع” ذو يزن” رمز الشهامة والإباء ، وعكس ذاك تجاه “عاقصة” و”برنوخ” و”عيروض”، بصفتهم رموز المكر والخبث والشر، فضلا عن الثنائي “السقارديس والسقارديون”.

ومثل في هذا المسلسل الإذاعي ثلة من نجوم المسرح :العربي الدغمي- حبيبة المذكوري- عبد الرزاق حكم- محمد أحمد البصري – أمينة رشيد- حمادي التونسي ، وغيرهم.

 

وما كادت تنتهي الأزلية بنهاية الشهر الفضيل حتى كان البعض منا يعيدها بتذكر أحداثها وأبطالها، وأولهم سيف ذو يزن، ونعت البعض منا بأسماء بعض أبطالها : “عاقصة” و”السقاريس”و”السقارديون”.

 

ونذكر أيضا واحدا من أشهر المسلسلات الجميلة التي قدمتها التلفزة المغربية في رمضان، وهو المسلسل العربي الشهير”سمرا”، من بطولة الفنانة اللبنانية سميرة توفيق التي لعبت فيه دور بدوية جميلة، إلى جانب النجم اللبناني محمود سعيد. وهي التي دخلت قلوب المتتبعين بما كانت تقدمه من أغاني فلكورية شهيرة تمجد بها الشهامة والكرم العربيين، كما أحببناها لجمالها العربي وخفة روحها.

 

ولم ينافس “سمرا ” سوى المسلسل اللبناني “عازف الليل” مع النجمين عبد المجيد مجذوب و هند أبي اللمع. والذي تميز بقصته الغامضة وموسيقاه التصويرية الرائعة على آلة الكمان ..

 

ويبقى المسلسل الديني الذي كان يسافر بنا في أعماق التاريخ هو: “محمد رسول الله”. والذي يحكي معاناة “النبي موسى” وقومه من بني إسرائيل مع “فرعون مصر” ووزيره “هامان”. وشاركت فيه نخبة من نجوم السينما المصرية: محمود المليجي – فردوس عبد الحميد – أمينة رزق- توقيق الذقن – ليلى طاهر -عبد الله غيث – أشرف عبد الغفور …

وكانت موسيقى وكلمات وألحان ” الجينيريك” تحدث وقعا خاصا في نفوسنا، وقد حفظناها عن ظهر قلب لنفحتها الدينية :

دعوة ابراهيم ونبوءة موسى

ترنيمة داوود وبشارة عيسى

صلى الله عليه وسلم

محمد رسول الله

محمد يا رسول الله

محمد يا حبيب الله

يا نبي الله يا محمد

يا رسول الله

محمد في الغيوب

في لوحها المكتوب

بشرى تهز القلوب

صلى الله وعليه وسلم

(يتبع)

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق