مقالات الرأي

‌الصناعة التقليدية بالقصر الكبير “تشيخ” أحمد بكور يدق ناقوس الخطر …!!

بقلم :ربيع الطاهري
في جلسة مع رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة طنجة تطوان الحسيمة يوم الأحد 23يناير 2022،وفي دردشة مع هذا الأخير الذي بسط استراتيجيته و رؤيته للنهوض بالقطاع بعد الجائحة ،وديناميكيته بالوقوف شخصيا على المرافق و البنيات التحتية والتعاونيات والدور و القرى النموذجية للصانع برقعة الجهة، وجولته التشخيصية لوضعية الصانع التي شملت الجهة من وزان مرورا بالحسيمة و تطوان والمضيق و الفنيدق وطنجة وصولا إلى القصر الكبير… وجلساته المكوكية مع عمال العمالات و الإقليم ،ووالي الجهة محمد مهيدية الذي بسط رؤيته للنهوض بهذا القطاع و انعاش السياحة الداخلية بالجهة وتثمين منتوجات الصانع التقليدي .
استوقفتني نبرة الرئيس الحادة والحزينة بدقه لناقوس الخطر لمستوى عمل الصانع التقليدي بمدينة القصر الكبير و التي اعتبر هرمها أصبح يشيخ ،ويغيب الخلف الحامل لمشعل بعض المنتوجات التي في طريقها للاندثار ،مما يستدعي معه وجود رؤية مشتركة بين المسؤولين المنتخبين و السلطات العمومية برئاسة السيد عامل الإقليم و رئيس الغرفة مع التركيز على إعادة تأهيل مقر مجمع الصناعة التقليدية بالقصر الكبير قرب” حجرة الموقف ” كإرث تاريخي وتخصيصه لخدمة الصانع بالمدينة كمركز تأهيل الصانع المحلي في إطار إحداث المعهد المتخصص لفنون الصناعة التقليدية بالقصر الكبير، ومركز التدرج المهني الذي أصبح بحسب رؤية الرئيس مجرد ريع، يجب إعادة صياغة هذا المشروع بمعايير أكاديمية تساهم في إدماج الصانع و الرفع من المردودية و الجودة ، و اعتبار كذلك أن هذا المجمع الذي له حمولة تاريخية ومكسب للصانع المحلي يجب أن يكون مقر ملحق للغرفة لتقريب الإدارة من الصانع،و مزارا ومعرضا للمنتوجات المحلية لإنعاشها وتثمينها كمعرض دائم يساهم في الترويج الاقتصادي ، هذا وكله أمل بأن يجد مشكل النزاع المعروض أمام القضاء الحل بدخول الوزارة على الخط بما يخدم الصانع بمدينة القصر الكبير، وبشراكة مع رئيس الجماعة الترابية للمساهمة في المحافظة على هذا الإرث بإعادة تأهيل هذا المجمع للصناعة التقليدية المعرض للإهمال و الخراب والإنهيار… ،من جهة عرج السيد الرئيس على دار الدباغ ومشاكلها و كيفية تأهيلها بالمعدات عن طريق شراكة مندمجة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة في انتظار الافراج عن تأهيل بنيانه المرتبط بمشروع تأهيل المدينة العتيقة ،هذا ومر بنا بقطاع الفخار(المحفر) ومشاكله ومخاطره بالمدينة و كيفية تأهيله ، بالإضافة الى التفكير بخط تشجيع السياحة الداخلية بالتعريف بالمنتوجات بالمدينة القديمة الديوان سوق الحيك و بلاغي و درازين و الصفارين …مع التفكير في انعاش تلك المتاجر ومنتوجات الصانع التقليدي بإنشاء معارض دائمة بالمدينة بنقط بيع محددة تساهم في الإنعاش الاقتصادي وتشجيع المنتوج المحلي والمحافظة عليه من الإندثار ،هذا وتطرق لمشكلة القرية النموذجية للصانع و التي لن يذخر جهذا الى جانب السلطات المحلية و الإقليمية من أجل تسوية وضعيتها وفق دفتر التحملات أو عقود استغلال محلاتها المقفلة منذ زمن طويل و الترويج لها واستفادة من لهم الأحقية وفق الأهداف من وراء تدشينها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في بداية إعتلائه عرش أسلافه الميامين ،من جهة أخرى اعتبر أحمد بكور دور المجتمع المدني المحلي بالمدينة لم يرقى بعد الى مستوى الشراكة الفعلية للمساهمة في تأهيل الصناعة التقليدية ،و تثمين المنتوجات المجالية بالمدينة و بالاقليم بصفة عامة إلا بنسب ضعيفة بالمقارنة مع منطقة وزان و الحسيمة و المضيق حيث تشكل دعامة و شريك استراتيجي في كل المبادرات الهادفة لتطوير وتأهيل وتكوين الصانع التقليدي وتثمين لمنتوجاته كثراث بتلك المناطق بالجهة.
هذا ووقف بتمعن على الإكراهات التي تواجهها الغرفة في غياب ميزانية محترمة تساعد على تأهيل بشكل فعال للقطاع ، بحيث جل الميزانية تذهب في النفقات الإجبارية للموظفين والكهرباء وكراء المقرات… مما يجدد ثقته في الدعم والسند للسيد والي الجهة محمد مهيدية ، والشراكة مع مجلس الجهة و السلطات المنتخبة بالجماعات الترابية بربوع الجهة فيما يخدم الصانع التقليدي الذي يعاني ومازال من جراء مخلفات جائحة كورونا وغياب السياحة سواء الداخلية و الخارجية المساهمة في الاستقرار المادي و الانتعاش الاقتصادية للصانع التقليدي .

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق