مقالات الرأي

الاتحاد الرياضي لطنجة و عودة الروح

الصادق بنعلال

بعد بداية متعثرة و مخيفة إلى أبعد الحدود ، عاد فارس البوغاز لمعانقة النتائج الإيجابية و مواصلة الزحف نحو المراتب الأولى ضمن قائمة فرق البطولة الوطنية الاحترافية ، و لعل هذه العودة القوية للنهج الصحيح الذي يجب أن يطبع المسار الرياضي للاتحاد ، تعود بالدرجة الأولى إلى التوظيف الجديد و الفعال لعناصر التشكيلة المتوفرة ، و الإضافة النوعية التي تبلورت على يد مجموعة من اللاعبين الوافدين ، و على رأسهم المهاجم الكنغولي موكوكو و المدافع الغابوني نزامبي ، فضلا عن استيقاظ كل من النغمي و الوادي و الكعداوي و رشيد حسني و غيرهم ، دون أن ننسى طبعا المجهود الكبير المبذول من قبل الإطارين الوطنيين المقتدرين ؛ عبد الرحيم طاليب و عبد الواحد بن قاسم .

و نحن إذ نقر بأهمية هذه الصحوة ، و نبارك أثرها بالغ الإيجابية على كل المعنيين بالشأن الرياضي المحلي ، فإننا نلح في الآن عينه ، على ضرورة الاستمرار في هذا النهج الذي يتطابق و النهضة التنموية الكبيرة التي تشهدها مدينة طنجة ، و يتماشى و آمال و طموحات جماهير متعطشة للأداء الفني المتميز و النتائج المشرفة . و من تحصيل الحاصل القول إن صعود الاتحاد إلى قسم الكبار أحدث هزة نوعية في صرح الكرة الوطنية ، حيث لم يتعود المتتبعون المغاربة على مشاهدة الكم الهائل من الجماهير في المدرجات إلا في مقابلات دربي البيضاء ! لذلك من المرتقب أن تعود عشرات الآلاف من المساندين إلى مركب ابن بطوطة ، بعدما شعرت أن الأداء الفني قد تحسن بشكل ملحوظ في المقابلات الأخيرة .

لكن على هذه الجماهير الاستثنائية أن تستمر في تشجيعها الحماسي ، و تواصل مؤازرة فريقها بنفس القيم الحضارية و المساندة النظيفة ، بعيدا عن أي تعصب أو سلوك يتنافى و الروح الرياضية المتعارف عليها دوليا ، خاصة و أن ملعب طنجة الكبير أضحى قبلة للتظاهرات الرياضية الوطنية و الدولية ، ليس فقط لجمالية الملعب و جاذبيته ، أو للمكانة الاعتبارية لمدينة طنجة إقليميا و عالميا ، بل و أيضا لخصوصية الجمهور الغفير ، الذي أبدع في مناسبات غير قليلة ، عبر مشاهد احتفالية غير مسبوقة عربيا ، و قدم صورا حضارية للمغرب الرياضي . نأمل أن تستمر صحوة القلعة الزرقاء ، و تواصل السير بخطى محكمة التخطيط ، لتكون ضمن البوديوم هذه السنة ، و ما ذلك ببعيد .

 

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق