مقالات الرأي

مصطفى بوكرن يكتب: الخارجون عن توجيه بنكيران!

مصطفى بوكرن

أصدر الأمين العام للبجيدي بنكيران، توجيه يدعو فيه أعضاء الحزب والمتعاطفين إلى عدم التظاهر يوم 30 أكتوبر 2016، لأن الفرقة الوطنية تجري تحقيقا في مقتل الشاب محسن الفكري ولا داعي للاحتجاج.

استقبل كثيرون من ابناء البجيديهذا التوجيه بهذه العبارة:”احترم توجيه الأمين العام، لكن سانزل باسمي الشخصي” في إشارة إلى أن الإنسانية أسبق من التنظيم، ويستحق هؤلاء ان نطلق عليهم وصف :”الخارجون عن التوجيه”.

فعلا؛ يوم الأحد 30 اكتوبر نزل الكثير من ابناء الحزب للمشاركة في احتجاجات الغضب من اجل الكرامة والمطالبة بالحقيقة، وجعلوا توجيه الأمين العام وراء ظهورهم.

كيف ينبغي تقييم هذا السلوك؟

هناك من سيقول، إن هؤلاء خرقوا مبدأ:”الانضباط الحزبي”، وسلوكهم هذا سيصبح سنة، للخروج عن كل توجيه من طرف الأمين العام بمبرر الاستجابة “لهموم الشعب المغربي المشروعة”، وكأن الحزب لا يهتم بهذه الهموم فيضعون القيادة في مأزق أمام الرأي العام. هذا الرأي، قد يطالب بالمساءلة التنظيمية لهؤلاء، لأنهم لم يضبطوا للأمين العام الذي هو يمثل المشروعية داخل الحزب.

في نظري، هذا التقييم قاصر، لأنه يقيم سلوك “الخارجون عن التوجيه” من منظور تنظيمي محض، ولا يقيم هذا السلوك من “منظور تصوري”، مفاده، ان هؤلاء يريدون “تحرير الحزب من إكراهات التدبير الحكومي” والعودة به إلى وظيفته الأصلية، الانحياز إلى هموم الشعب و معاناته، بروح نضالية وكفاحية، مع وظيفة الدعم و المساندة لوزراء الحزب في الحكومة، فهو يضعون خطا فاصل بين “الحزب” وبين “مشاركة قيادات الحزب في الحكومة”، وكانهم لاحظوا أن التجربة الحكومية للبجيدي، قلصت من حضوره النضالي في الشارع لصالح الحضور النضالي من داخل المؤسسات، حيث تجسد ذلك في خطاب بنكيران الذي يجمع “بين خطاب المعارضة التدبير”.

بمعنى آخر “الخارجون عن التوجيه” يريدون تفكيك “السلطة البنكيرانية” التي أصبحت تستحوذ على كل الرؤى السياسية للحزب والمتجسدة في شخصه، أي يقولون لابنكيران، أرجع “الوظيفة النضالية” إلى الحزب، وتخنقها في “خطاب المعارضة ضد التحكم من داخل المؤسسات.

“الخارجون عن التوجيه” هو رؤية تصورية لوظيفة الحزب خلال المرحلة القادمة، حزب يجمع بين مسارين، المسار الأول: النضال والالتحام مع هموم الشعب إن زاغت الدولة أو الحكومة عن مطالب الشعب، و المسار الثاني: دعم المبادرات الحكومية الخادمة الإصلاح ومحاربة الفاساد.

بكلمة؛ “الخارجون عن التوجيه” ليسوا نزوة طيش تنظيمية، بل هم الروح المتيقضة التي تنتمي غلى نبض الشعب، وتشعر بالاختناق، وتريد أن يكون لها مستقبلا

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق