سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلةكوكتيل

معرض جماعي بمنتزه بيرديكاريس يعلن انطلاق مهرجان “لاند آرت” بجهة الشمال

بمعرض جماعي يضم 8 أعمال لفنانين مغاربة وأجانب بمنتزه بيرديكاريس بطنجة، انطلقت أمس الأحد فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان “لاند آرت” بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة (فلاتا).

وتتناول الأعمال الثمانية، التي أبدعت باستعمال مواد طبيعية وستترك في مكانها عرضة لعوامل التعرية والاندثار، جانبا من جوانب البيئة والحياة البرية، في محاولة لتحسيس زوار هذه الغابة الحضرية بأهمية المحافظة على البيئة وحماية الأوساط الطبيعية من التلوث ومن الممارسات المضرة بالطبيعة.

وتهدف جمعية “زنقة 90 للثقافة” و”واد للتواصل” إلى ترسيخ الإبداع الفني من خلال معارض جماعية بمشاركة 10 فنانين من المغرب وفرنسا وبلجيكا، في لحظة تحتفي بالإبداع الفني النابع من قلب الطبيعة، وتقريب الإبداع إلى عموم المغاربة، خاصة زوار المنتزهات والغابات الحضرية.

وأكد مدير المهرجان، جان كريستوف ميشو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن جهة الشمال “تتوفر على غابات مذهلة بالقرب من طنجة والحسيمة ووزان وشفشاون”، موضحا أن هذه التظاهرة تسعى إلى “تقريب الإبداع الفني من الجمهور المغربي وضمان اختلاط الفنانين المغاربة بنظرائهم الأجانب في تجارب إبداع نابعة من الطبيعة”.

واعتبر هذا الفرنسي المقيم بطنجة منذ ست سنوات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الملاحظة البادية للعيان أن هناك نقص كبير في الوعي بأبعاد حماية البيئة بالمغرب”، مضيفا أنه عبر الفن “يمكن أن نشرح للناس الأهمية الإيكولوجية لمثل هذه المواقع وتحسيسهم بضرورة الحفاظ عليها من التلوث”.

من جانبه، يضيف الفنان المغربي أحمد أمين، الذي يشارك للمرة الأولى في مهرجان “فلاتا”، أن عمله عبارة عن “لوحة لحماية الشجرة، التي تعتبر عنصرا أساسيا لضمان الحياة”، قائلا أننا “نعرف أن الأشجار تتعرض للحريق والتكسير والاجتثاث، من خلال هذا العمل، وظفت مواد طبيعية من قبيل الخشب والصباغة وورق الجرائد لصناعة شخوص يشكلون درعا لحماية الشجرة”.

غير أن الفنانة فاطمة مرجاني القادمة من أزمور، فقد جمعت بين قضية المرأة والبيئة في عمل واحد يحمل اسم “رقية” أبدعته أناملها باستعمال الورق والطحالب كرمز للنساء اللواتي تحملن مسؤولية عوائلهن، معتبرة أن المرأة والبيئة يشتركان في أنهما منبع الجمال والمشاعر، لكنهما يضحيان بأفضل ما لديهما لمنح الحياة البشرية.

فوق تلة مطلة على مضيق جبل طارق، اختارت الفنانة سوسن مليحي شجرة لتحيطها بخيوط الصوف بكل ألوان الطيف في رسالة تحمل في طياتها دعوة لحماية الأشجار من كل أشكال الاستنزاف، معتبرة أن “الصوف ينطوي على معنى الدفء والحماية، وهذه رسالة للانسان لحماية الغابة من كل أشكال الاستغلال الجائر”.

من بلجيكا، جاء الفنان أنطونان دو بيميلز ليبدع على صخرة وجها غاضبا يصرخ “كفى” في وجه كل العابثين بالبيئة بهذا المنتزه، بينما اختار عبد الرحيم بن عتابو أن يصمم نملة عملاقة باستعمار مزهريات خزفية لزيادة الوعي بأهمية هذه الكائنات الصغيرة جدا في دورة الحياة.

ويوم 3 يوليوز الجاري، سيتم افتتاح معرض ثان بغابة بليونش بمحمية جبل موسى يضم 7 أعمال من فنون الأرض، تتناول بعض قضايا البيئة من وجهة نظر فنية.

ويشكل المهرجان مناسبة لتشجيع الاكتشاف وتلقين مبادئ التعبير الفني للجمهور وتثمين المجال والتراث اللامادي لشمال المغرب، والترويج للثقافة باعتبارها عاملا للتنمية، بينما على المستوى البيئي تروم هذه التظاهرة التحسيس بأهمية الطبيعة والتنمية المستدامة من خلال التربية الشعبية والأنشطة الترفيهية وتشجيع احترام الفضاء العام، وترسيخ مبادئ الفن البيئي في المنطقة.

ويعتبر مهرجان “لاند آرت” توجها ضمن الفن المعاصر تستعمل فيه المواد المستخلصة من الطبيعة (الخشب، الأرض، الأحجار والصخور، الرمل، الماء …) لإبداع منحوتات وأعمال فريدة ورائعة، يتم إنتاجها وعرضها بالفضاء الخارجي وتركها عرضة لعوامل الحث الطبيعية

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق