سياسة

هدم جزء من مقهى الحافة التاريخي بطنجة.. ومسؤول وجمعويون يعلقون

أقدمت السلطات المحلية بمدينة طنجة زوال أمس السبت 4 يوليوز 2018 ، على هدم جزء من مقهى الحافة الشهير، المتواجد بمنطقة مرشان.

وحسب المعطيات فإن عملية الهدم تمت بعد إشعار السلطات لصاحب المقهى بضرورة هدم “تراسة” تقدر مساحتها بـ150 متر مربع، والتي عمل المعني بالأمر على تشييدها في رمضان الماضي دون أخذ إذن من الجهات المختصة.

صاحب المقهى عبد الرحمان العاقل، اعتبر أن عملية الهدم لم يسبقها أي إشعار بذلك، موضحا أن السلطات حلت بغتة بالمقهى وطردت زبناء المقهى، واعتدت على أحدهم، وباشرت عملية الهدم.

وأوضح العاقل أن عملية الإصلاحات التي قام بها تمت بعلم السلطات المحلية، وتم العمل عليها في رمضان حيث قام بعملية ترميمية بسيطة على بعض الأجزاء في المقهى.

واعتبر صاحب المقهى أنه كان من الأجدر أن يتم إعلامه بعملية الهدم عوض مباشرتها بشكل مفاجئ، موضحا أن العملية أثارت مخاوف عند العاملين الذين يبلغ عددهم 25 عامل وعند زوار المقهى على حد سواء.

 

رئيس مقاطعة طنجة المدينة محمد أفقير وفي اتصال مع “شمالي”، أوضح إلى أن عملية الهدم لن تطال سوى الإضافات التي قام بها صاحب المقهى، مشيرا إلى أن العاقل كان على علم بعملية الهدم.

واعتبر أفقير أن المكان يعتبر من المعالم التاريخية التي ينبغي أن نحافظ عليه والتي تعد من الواجهات المشعة للمدينة، كما أنها تعد مقصدا للجميع سواء كانوا من أبناء المدينة أو من خارجها.

جدير بالذكر إلى أن وزارة الثقافة كانت قد صنفت المقهى ضمن المعالم التاريخية التي لا يجوز المساس بها، وأن أي تغيير بها ينبغي أن يكون بعلم الوزارة المعنية.

فيما اعتبر رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، عبد العزيز جناتي، أن  التدخل  الهام الذي قامت به الجهات المعنية و إن جاء متأخرا ،فإنه أعاد للواجهة سؤال التسيب و عدم العناية الكافية التي تطبع التعامل مع المآثر التاريخية للمدينة و فضاءاتها الرمزية التي تعرف تطاولا و استباحة يومية في ظل القصور الذي يطبع المقاربة المنتهجة من قبل السلطات الوصية الأمر الذي يؤدي لتشويه و استنزاف الرأسمال اللامادي للمدينة التي تراهن على الانخراط في نادي اليونسكو.

أما عدنان المعز،  رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التمنية، فقد قال تعليقا على عملية الهدم  “بدعوى أن مالكه قام ببناء بعض أجزائه بطريقة غير مرخصة يتم هدم جزء من هذا المبنى التاريخي الذي أصبح قبلة للسياح الأجانب بل أصبح يحتل المراتب الأولى في الماثر التي يجب ان يزورها السائح لطنجة حسب الكتب الإرشادية السياحية ، فهو بامتياز ملتقى للشعراء والكتاب والحالميين بغد جميل” .

وأضاف المعز، متسائلا: “كم عدد العمارات بطنجة تلك البنايات الشاهقة التي تنتظر اليوم فتح باب تسوية الوضعية من طرف الجماعة لشرعنة وضعيتها بسبب الخروقات في البناء وزيادة طوابق على ماهو مرخص لها ، أليست تلك البنايات تستلزم  أم لا هدم ما تم بنائه دون ترخيص؟ أم أن هؤلاء فوق القوانين ؟”، معبرا عن آسفه لما يحصل لمآثر المدينة.

فيما اعتبر آخرون أن المكان أصبح مرتعا للمنحرفين و “الشمكارة” و”الحشايشية”، مطالبا الجهات المسؤولة للتدخل من أجل حمايته.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق