سياسة

إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة محور لقاء تحسيسي بثانوية أولاد أوشيح بالقصر الكبير

        بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان احتضنت قاعة مكتبة ثانوية أولاد أوشيح صباح اليوم الجمعة 14 دجنبر 2017 لقاء تأطيريا  لفائدة التلاميذ والتلميذات رواد المكتبة حول موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة، أطره ممثل جمعية نحن هنا لتنمية وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة بالقصر الكبير وعضو جمعية الشميس للصم والبكم  السيد عبدالله الحميدي.

حيث تطرق في البداية إلى ما يقدم عليه شباب المنطقة من محاولات الهجرة السرية التي تأتي على حياة العديد منهم داخل البحار، وأوصى التلاميذ والتلميذات بضرورة حب الدراسة والتعلم والاجتهاد طيلة أيام الأسبوع، وفي يوم العطلة الأسبوعية يجب الترويح عن النفس بالتمارين الرياضية حفظا للنشء من الانحراف والتعاطي للمخدرات وأنواع السموم ، فالدراسة والرياضة أساسيتان  للمتعلمين وتضمن لهم مستقبلهم بدل الضياع واختيار قوارب الموت.

وتأسف عبدالله عن هجرة القاصرين إلى البلدان الأوربية معرضين أنفسهم للأخطار، علما أنه بإمكانهم البقاء في بلادهم والاجتهاد والمساهمة في التنمية.

كما عرف المتعلمين عن الجمعية التي تجمعهم كذوي الاحتياجات الخاصة بالقصر الكبير وما تقوم به، وبين لهم أهدافها وما يتمتع به المنخرط من امتيازات، فبطاقة الإعاقة التي تسلم لهذه الفئة تحتم على جميع المؤسسات العمومية بما فيها السلطات المحلية والوطنية، والأمن الوطني والقوات المساعدة والدراك الملكي، و التعليم ، والنقل، و الصحة،  والجمارك تقديم جميع المساعدات اللازمة الإنسانية منها والاجتماعية، تحت الرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة أسماء بغية تحقيق أهداف ملكنا المفدى محمد السادس نصره الله الرامية إلى تحسين وضعية أسرة المعاقين المادية والاجتماعية.

وقد بين بعض ما تقوم به جمعيات الأشخاص المعاقين من توعية المنتسبين إليها بحقوقهم، وتوجيههم وإرشادهم للتمتع بحقهم في التمدرس  وفي الصحة والمساعدة الاجتماعية..

وأضاف بأن الدولة توفر للشخص المعاق جملة من المساعدات التي يجب أن يعرفها،  لكن تجد البعض منهم يتجهون للتسول علما أن بإمكانه الانتماء لبعض الجمعيات المتخصصة ليعرف كافة حقوقه وما توفره الدولة لهم من عناية ومساعدات..

وبخصوص إدماج هذه الفئة وتمتعها بحق التمدرس  فأوضح  المتحدث أن القانون يضمن لذوي الاحتياجات الخاصة الحق في التمدرس،  لكنه تأسف لكون بعض مدراء المؤسسات التعليمية يرفضون تسجيلهم، وأشار إلى ضرورة التواصل مع مسؤولي الجمعية قصد حل مثل هذه المشاكل التي تعترض هذه الفئة، فذوي الاحتياجات الخاصة في تواصل بينهم اليوم محليا ووطنيا ويستعملون كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم يفته أن يتكلم عن الموقف السلبي لبعض الأسر التي يرزقهم الله مولودا من ذوي الاحتياجات الخاصة فيحسون بعدم الرضا ، ويقومون بعزله وستره الناس، فهو بمثابة  عبء عليهم يتمنون التخلص منه، علما أنه  يجب إدماجه والتعامل معه كشخص طبيعي بدل الزيادة من معاناته..

وبدورها الأستاذة لطيفة بنطالب أغنت هذه اللقاء بعرض تجربتها بإحدى الجمعيات بمدينة فاس متخصصة في العناية بالأطفال المتخلى عنهم،  و أوضحت أن خلاصة تجربتها التي خرجت بها هو كون عملية الإدماج لهؤلاء الأطفال ولذوي الاحتياجات الخاصة تخفف من معاناتهم وتجعلهم يحيون حياة طبيعية داخل المجتمع ، أما  إذا ما تم عزلهم أو إهمالهم تصبح صفاتهم هي العنف والعدوان، أو الانعزالية والاكتئاب والإصابة بعدد من الأمراض النفسية ، وشجعت التلاميذ والتلميذات على العناية بهذه الفئة داخل قراهم ، والعمل على ضمان حقهم في التعليم وإدماجهم في المؤسسات التعليمية..

وتجاوب بعض التلاميذ مع هذا الموضوع القيم حيث ذكرت التلميذة أميمة المسناوي  أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم أشخاص يتميزون بصفات أحسن من الآخرين، وتكون لهم هوايات أفضل حتى من الشخص الطبيعي، لذا يجب تحسيسهم  أنهم مثل الجميع أسوياء ، والعمل على إدماجهم بدل تركهم عرضة للوحدة والعزلة

وعبرت التلميذة  فاطمة الزهراء بلة عن تأثرها إلى جانب كل الحاضرين بما قدمه مؤطر اللقاء حول هذا الموضوع، فاللقاء كان مناسبة زاد من إحساس  الجميع بضرورة احترام هذه الفئة وإيلائها نوعا من الاهتمام  والعناية ،  وناشدت الجميع على دعم مثل هذه الجمعيات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة،   وشكرت ممثل الجمعية وطلبت من زملائها وزميلاتها أنه من يعرف منهم شخصا معاقا بقريته أن يتواصلوا مع أعضاء الجمعية قصد تحسيسهم وتوعيتهم ومساعدتهم ..

أما التلميذ أسامة العكال فبدوره شكر مؤطر  النشاط على هذا العرض القيم الذي استفاد منه المتعلمون،  وأوصى الجميع على عدم معاملة الطفل المعاق كأنه عبء على الأسرة و اعتباره نموذجا خارجا على العائلة،  بل يجب الاهتمام به واعتباره شخص مثل الجميع ، فلابد من مد  يد المساعدة  له لأن بداخله  يمكن أن تبرز العديد من الأشياء والقدرات والمؤهلات،  فإذا ما تم إحاطته بالحنان وبالمحبة لرأينا منهم  الشيء الكثير وما لا يخطر على بال.

وفي  نهاية اللقاء  شكرت مديرة المؤسسة نجية كسيكسو ضيف المؤسسة ممثل جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة لما قام به من تحسيس للمتعلمين بهذا الموضوع القيم، وذكرت بأن  هذه الفئة التي تعتبرا طرفا من المجتمع فرغم الإعاقة فإنها منخرطة مع الجميع ، وقادرة على المشاركة والمساهمة في الأعمال الخيرية وتكوين الآخر وتأطيره.

وحتم اللقاء الذي أدار فقراته منسق نادي التربية على القيم والسلوك المدني الأستاذ محمد الشدادي.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق