مقالات الرأي

إلياس العماري.. بائع الوهم

محمد نجيب كومينة

عندما أنظر إلى القوم الذين “تكجكجوا” حول حزب الأصالة والمعاصرة وجعلوا من إلياس العماري زعيما، ومنهم بعض الأساتذة الجامعيين من “الكاتريام سيري”، الحمد لله أنهم فشلوا، لأنهم كانوا يستعدون فيما يظهر لتنفيذ أسوأ عملية “وزيعة” تعرضت لها البلاد. كانت أفواههم مفتوحة كالجراد الذي لايبقي ولا يدر. تحولوا إلى سلطة حتى قبل أن يتسلموا السلطة ومازلت أتساءل عن مصدر الأموال التي رموا بها كما ترمى الأزبال، كما أتساءل عن مشروعهم وخطهم، لأن الخطاب الذي رددوه مسروق، ولم يكن يليق بحزب بأفق يميني في أحسن الأحوال، إذا تأتى له أن يحتفظ ببعض زبنائه الحاليين ولم ينفضوا من حوله بعد خسارة الحكومة وما يتصل بها من ريع.

باع لهم إلياس العماري الوهم وجعلهم يتوهمون أنهم قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالغنائم وتوزيعها في دائرة الموالاة والنفاق والتزلف، لكن إلياس، الذي ألبسوه لباسا أكبر منه، لأنه أوحى لهم أنه “شي حاجة مادايراش”، كان محدود الذكاء والقدرات ووجد نفسه لعبة بين يدي الإسلاميين الذي نزل عليهم ك”بركة” غير متوقعة، واستعملوه كما يجب لتحقيق نتائج لم يكن بمقدورهم تحقيقها لو وجدوا أمامهم أحزاب ونقابات ذات مصداقية، وتتمتع بقرارها المستقل ولم تتعرض للتقزيم من أجل عيون البام، ولو لم يجعل البام جزء من الهيئة الناخبة المناهضة للمشروع الإسلامي وللعبث المخزني تتخلى عن ممارسة حقها وواجبها في التصويت. فالعدالة والتنمية والبام معا يحظون اليوم بتمثيلية غير متناسبة مع حجمهما الحقيقي في المجتمع .

الحمد لله أن بعض الكائنات التي أحاطت بإلياس العماري، ونفخت في البعرة، من أشباه المثقفين على الخصوص لم تحقق مرادها، وإلا لكان الأدى الذي سيلحق البلاد والمواطنين، وبالأخص المناضلين الذين لايعرضون أنفسهم في سوق الخردة المهربة ولايتنازلون على كرامتهم لنيل ريع أو التقرب من صاحب سلطة أو مال حلال أو حرام، كبير جدا. فقد أبدوا تهيجا لاحدود له للتسلط حتى قبل أن تلد لهم البقرة العجل وصاروا يتحدثون عما لايعرفونه وكأنهم تلقوا الوحي، ومنهم من اختلطت عليه الأبقار وصار يخبط خبط عشواء.

البام كالإسلاميين يصنعون للبلد نخبة هزيلة ثقافيا وهابطة فكريا وخاوية سياسيا تجر إلى البلدإلى أسفل وتوحي بأن المغرب مصاب بالعقم ولم يعد فيه مجال إلا ل” احفظ واعرض” وانقل وغش وخرج عينيك وخا عارف راسك ما فيدكش والا كتكذب والا كتغش، والمغرب ليس بلدا عاقرا ولن يكون. وقد آن الأوان لتخرج نخبه الحقيقية الجامعية والمثقفة لتمٍلآ المجال الذي ملأه الهزال والادعاء والحدلقة الفارغة. النخب الحقيقية هي القادرة على التصدي للمشاريع الظلامية ولحماية البلاد من التورط في الانقسام وخلق الطائفية المصطنعة والدفاع عن حق الشعب المغربي في ديمقراطية حقيقية غير قابلة للسرقة من طرف الإخوان أو الوصوليين وأثرياء الريع والفساد ودرء خطر التراجعات قبل ذلك.
وللحديث بقية. الصمت والانزواء في هذا الوقت تواطؤ.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق