مقالات الرأي

زكريا سليم: صناعة التغيير تبدأ من القاعدة

قبل عقود من الزمن عرفت اروبا ثورات على جميع المستويات منها الصناعية و السياسية و الفكرية و قبلها بقرون شهد العالم ثورة من نوع خاص حينما ظهر دين اسمه الاسلام جاء به رجل اسمه محمد من اسرة فقيرة عاش فيها يتيما .فصنع حضارة لم يشهد التاريخ لها مثيلا.

هذه الثورات احدثت تغييرا جدريا في جميع المجالات تصلنا آثاره لحد الان. اذا تعمقنا قليلا في التاريخ نجد خلف هذا التغيير افكارا تباناها مجموعة اشخاص قرروا و عزموا و آمنوا بالتغيير فطبقوا افكارهم على أرض الواقع بعد ان درسوها جيدا.

هؤلاء الأشخاص لم يخلقوا ملوكا ولم ينشؤوا في قصور الأمراء و الوزراء… بل هم من عامة الشعب لا ينتظرون التغيير ان يأتي لوحده و لا يتمنون حياة جميلة راقية مزدهرة و يحلمون بذلك فقط، بل يعملون على تنزيل أفكارهم وفق امكاناتهم المتاحة.

الإيمان بالتغيير أمر جد مهم لأنه يجعلك تتشبت بافكارك إلى نهاية المطاف و تحقيق المراد و لا يضرك إن كنت وحدك في البداية، ابحث، فستجد اشخاصا اخرين يبحثون عن من يشاركهم ايمانهم و عزيمتهم، بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لوحده فصدقه ابو بكر رضي الله عنه و منه الى دار الأرقم بن أبي الارقم فانطلقت من هناك الدعوة العلنية بعد ان قويت و تجدرت سرا و آمن بالرسالة كل من كان يأتي دار الارقم.

ذكر المؤلف طه جابر العلواني في كتابه “حوار مع القران” ان الأفراد هم من يغيرون ٱنطلاقا من اقتناعهم و إرادتهم في التغيير بتبنيهم لمبادئ يشاركونها مع اقربائهم فالزوجة تعين وتشجع زوجها على الاقتناع و تطبيق الفكرة فيلدون أطفالا يربونهم على نفس النهج فيؤسسون أسرة صغيرة، و تكبر الأسرة إلى أسر مقتنعة بالتغيير دورها تحسيس المجتمع بأكمله, إن سبيل التغيير هو اتحاد الناس بعضهم بعضا و نشر الوعي فيما بينهم.

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، حتى يغيروا عاداتهم السيئة حتى يحترموا انفسهم و يحترموا الاخرين، حتى يساهموا في وعيهم و تعلمهم، ان يتعاونوا على الخير مع الغير. يمكن ان نتغير و نغير اذا شعرنا ان الوطن هو ملك لنا و نحن مسؤولون عنه. لماذا نرمي الأزبال في الشارع؟ و نحدث الفوضى في الطرقات؟ و نخرب الممتلكات العامة.

كيف نريد التغيير و نحن نسرق و نغش و نكذب و نعطي الرشوة في الإدارات و لا نضع حزام السلامة الا عند رأيت الشرطي..؟. و في النهاية نقول ان الأمور لن تتغير و لم تتغير. من سيغيرها برأيك.؟ نفترض ان على الدولة ان تغير… ما الدولة الا مجموعة من الافراد وصلوا الى سدة الحكم و طبقوا ما يؤمنون به من قناعات و افكار سواء كانت سيئة او حسنة.

كن انت الوزير و البرلماني و عمدة المدينة المستقبلي، الذي سيغير الاوضاع التي يراها الان غير مقنعة. إعمل على ذلك، كون رصيدا من المعرفة و الالمام بما يحدث حولك. طور مهاراتك، انخرط في الانشطة و المؤسسات التي توافقك في الفكر و امض على الدرب الى نهايته.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق