مقالات الرأي

فيصل البقالي: مسألة الضجر والضيق بالحجر الصحي أمر “بشري.. إنساني” لا “مغربي.. إسلامي”

فيصل الأمين البقالي

يكثر حديث بعض الناس عن “غباء” المتدينين، وبعضهم عن “أوهام” الإسلاميين في بعض الظواهر التي تبرز في المجتمع خلال هذه الأيام، وذلك في سياق مقاومة قرار الحجر الصحي أو حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها الدولة من أجل تحييد الوباء وتحديد مجاله والتحكم في تطوره.

وقد شغل هؤلاء ما رأوه من تكبير وتهليل رفعه الناس في لجوئهم إلى الله تعالى، مع تهور بعض أهل الغفلة والجهل الذين خرجوا إلى الشارع، فَــجَــرّ “أهلُ الفهم” ذيول اللوم طرا على الدين والمنتسبين إليه.. وهي فتنة ابتلي بها هؤلاء ممن أعرف بعضهم. بل هو انحراف في طريقة النظر إلى الأشياء تُضخِّم بعض جزئياتها وتعمى عن الصورة الكلية..

وقد كتب أحد هؤلاء وهو من “الأساتذة الكبار” أن الإسلاميين يقودون الناس إلى المقابر!!!! هكذا .. وكتب غيره أن أصحاب الأفكار الدينية يميلون إلى استغلال الكوارث والأوبئة من أجل الوعظ والإرشاد وربط كل ذلك بالغضب الإلهي!!! وكتب آخر ينبغي محاربة “الوباء … والغباء” وقد صدق وهو كذوب!!

لن أدخل في مناقشة هذه الآراء التي لا بد أن أصحابها -خصوصا الخواص منهم- إنما صدروا بها عن غضب وحنق وقهر من الظروف الحالية خصوصا ونحن نرى جميعا تهور من تمرد ولم ينضبط .. نعم! نعذرهم، فهو كلام فيسبوك في النهاية، وهو كلام قال عنه أحد الأصحاب “كلام الفيس ليس بنفيس”! ولكن لننظر فقط إلى المشاهد المشابهة في كل العالم في مسألة الضجر والضيق بالحجر وإتعاب السلطات في الانضباط، لنعلم أن الأمرَ “بشري” لا “مغربي”، “إنساني” لا “إسلامي”، “طبعي” لا “فكري”، “تلقائي” لا “صناعي” .. في امريكا هذه الأيام -ربما في ولاية إيلينوز- الشباب يخرج ليحتفل بالربيع ذكورا وإناثا ضخاما رياضيين أصحاء، والأمن يحاورهم، وهم يجادلونه إلى حد الاشتباك .. في إيطاليا في إسبانيا في كل مكان .. حتى في الصين، رأينا مشاهد التهور والتمرد والضجر .. بانوا لكم غير “المتدينين” الذين هم بالمناسبة ليسوا جميعا متدينين .. بله أن يكونوا “إسلاميين” بالمعنى الخاص للكلمة.. فلا تكونوا مثل “العجوزة شْبّرْتْ السارق” أو ممن يقال فيهم “طاحت الصومعة علقوا الحجام”..

والله تعالى يرفع عنا هذا البلاء .. و”يْهْدينا عْلى بَعْضْنا” .. ويكشف عنا الكرب .. ويجعل في المحن منحا كبرى تخرج بنا من عقد الإصرار، وتحط عنا الأوزار، وتؤهلنا ليغفر لنا العزيز الغفار .. آمين

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق