ثقافة وفنسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة

من شفشاون.. أكاديمي يسلط الضوء على علاقة الآخر بالتراث الأندلسي

سلط الأكاديمي الدكتور قاسم الحسيني، خلال ندوة بمناسبة الدرس الافتتاحي للموسم الثقافي لمركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون، في موضوع “التراث الأندلسي والآخر : قراءة في المعطيات”، الضوء على أهم المحطات البارزة في علاقة التعامل مع التراث الأندلسي من طرف المشرق.

وكشف قاسم الحسيني، رئيس فريق بحث في القضايا والظواهر الأدبية والنقدية في الأندلس والمغرب، أن المشرق “كان متعصبا تجاه الشخصية الأندلسية التي أصبحت قوية، وهذه الأخيرة واجهت كل ما أنجز من أدب وفكر وفلسفة بالمشرق على أنها بضاعة ترد إلى أصحابها”، مستعرضا في ذلك بعض النماذج كـ “طوق الحمامة” لابن حزم، و”العقد الفريد” لابن عبد ربه الأندلسي، حيث حاول الشرق تقزيم حجم التراث الأندلسي في الدراسات النقدية.

وأشار قاسم الحسيني، الذي صدرت له عدد من المؤلفات حول التراث الأندلسي، أن مفهوم الآخر المتنوع والفاقد للشخصية “يظهر من خلال التعصب الذي كان سائدا بين المشرق والمغرب في الخصومات الأدبية التي كانت تقع بين المشتغلين بالأدب”.

كما أوضح  قاسم الحسيني، الأستاذ بجامعة محمد الخامس أكدال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن مناكفة الأندلسيين مع الآخر “بدأت مع بروز الشخصية الأندلسية، سواء داخل الأندلس أو خارجها”، مضيفا بالمقابل أن “الغرب أنصف الأندلس، واعترف بقوتها العلمية والفكرية والثقافية بإرسال بعثات علمية للدراسة بالجامعات الأندلسية”.

من جهته اعتبر مدير مركز الدراسات والأبحاث الأندلسية، الدكتور زين العابدين بن الطاهر، في تصريح مماثل، أن هذه المحاضرة تعلن عن افتتاح البرنامج الثقافي للموسم الجديد، مبرزا أنها تروم التحسيس بأهمية الرافد الأندلسي في بناء دعائم الحضارة المغربية، باعتباره جزءا لا يمكن نكرانه.

وذكر السيد زين العابدين بن طاهر بأن مركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون، التابع لوزارة الثقافة والشبيبة والرياضة، وضع مخطط عمل طموح لهذه السنة، يتضمن برنامجا محليا يستضيف من خلاله مجموعة من الأساتذة في مواضيع مختلفة، كالقضاء في الأندلس وأعلامه، ونشأة المذهب المالكي بالأندلس، وقرطبة عاصمة السلام في العصر الوسيط ،إضافة إلى ندوة حول الدراسات الاستشراقية حول تاريخ الأندلس.

وأشار إلى أن المركز عمل على الانفتاح على محيطه الجهوي، وذلك بنقل جزء من أنشطته إلى مدن الجهة بتنظيم لقاء مع متخصصين في المجال، وكانت أولى هذه الخطوات محاضرة ألقيت بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة من تأطير الدكتور عبد السلام الجعماطي.

وعرف الدرس الافتتاحي لمركز الدراسات والأبحاث الأندلسية بشفشاون، حضور فعاليات ثقافية وأدبية وباحثين في حقل الأندلسيات، وعدد من المهتمين بتاريخ وحضارة الأندلس.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق