مقالات الرأي

العربي مرصو يكتب.. “لو كان الخوخ يداوي لو كان دوى راسو”

العربي مرصو

و أنا أتابع أشغال المؤتمر الوطني للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب أثار انتباهي بعض الصور الدالة و المعبرة، مناضلون حقيقيون يحترقون ليل نهار من أجل الدفاع عن حقوق العمال و موظفي الدولة، أغلبهم جاء على نفقته الخاصة، أناس يؤمنون بالقضية و كلهم عزم و صدق ، مؤشرات الإستعداد للتضحية لديهم عالية، يلوحون بأيديهم الخشنة التي يأكلون من كدها، و كلما ازدادت خشونتها ازداد قدرها و وزنها في ميزان ربها لأنها أيد قبلها الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام.
في المقابل أرى صورة أخرى على المنصة معاكسة تماما لسابقتها، هي ساحة يهتك عرضها مرارا و تكرارا، و تستباح حرمتها من طرف بعض الوجوه التي ارتبط إسمها بالريع منذ عرفتها و ما زالت، و يكفي أن يكون من بين المقتحمين أحد الوجوه المعروفة محليا ملوحة بإشارات النصر و منتشية بتجديد الثقة في شخص الحلوطي ككاتب عام لولاية ثانية و كأن لسان حالها يقول ” شبيك لبيك، أنا أسي الحلوطي بين يديك، خوا بيا يتيم و بقيت وحدي يتيم” ،صورة تجسد حقيقة ما وصل إليه مشروعنا الإصلاحي الحالم من ترهل و هراء.


كثيرة هي الأسئلة التي دارت في ذهني، غير ما استدعى فضولي كثيرا هو تلك الفرحة الهستيرية التي تنم عن أمر له ما بعده، إنها صورة من صور ألفناها بمدينة طنجة من أناس يخترقون الصفوف الأمامية في كل مناسبة حتى يؤدوا فروض الولاء و الطاعة للمنتصر ، نعم سيداتي سادتي إنها ثقافة ” الله ينصر اللي صبح” ، تلك الحماسة الزائدة التي أبداها ذاك الوجه الكالح الذي ارتبطت صورته بالتملق و التسلق و لو على ظهر قشة، وجه ارتبط إسمه بلعق ما يتبقى فوق موائد الكبار بعد الوليمة، و لم أجد ما أفسر به تلك الحماسة إلا المثل المغربي الذي يقول ” محبة ديال الدجاج بلا بزازل”.
طوقتني أسئلة كثيرة مريرة جعلت مني أطرشا في زفة، غير أن سؤالا واحدا منها أدعي أنني أمتلك اليقين في الإجابة عنه:
هل يملك هذا الوجه الريعي بامتياز أن يدافع عن مصالح العمال و المستخدمين الذين يعيشون أوضاع العبودية في سجون مؤقتة تسلب منهم زهرة أعمارهم ، و تجردهم من كرامتهم و إنسانيتهم ؟
هل فاقد العفة و الكرامة قادر على استرداد كرامة الآخرين؟ كان أحرى به أن يفتك كرامته أولا من بين يدي أسياده و أولياء نعمته!
هل فاقد الشيء يعطيه؟
حقوق العمال يصونها من يعاني مثلهم لا من يتخذ من معاناتهم فرصة للترويح عن النفس، حقوقهم يدافع عنها من يقتسم الرغيف معهم و يفترش الأرض بجنبهم، لا من ينظر إليهم من الطائرة، و يتاجر في آلامهم بتصيد التعويضات السمينة التي تزيد ” الشحمة فراس المعلوف ” و مع ذلك، فإنها لا تشبع بطن ” الملهوف”،
الذي يدافع عنهم من شرد مثلهم،و المناضل” محمد السندي و البشير العبدلاوي نموذجا”، و اشتغل إلى جانبهم و قاسى و خبر ظروفهم، و “السيدة فاطمة الرطيطبي نموذجا، “و ليس من يدغدغ عواطفهم بالشعارات الجوفاء التي لا طائل منها اللهم إذا تعلق الأمر بصاحبها الذي يقتات منها ، “فمصائب قوم عند قوم فوائد”.
و لا يسعني في الأخير إلا أن أشد على أيدي المناضلين الحقيقيين أمثال السيد الطيب البقالي و من يلف لفه، لا على غرار من يلف العالم متاجرا بآلام المستضعفين.
حفظ الله الإتحاد الوطني للشغل من هكذا نماذج، و هيأ الله له الرجال و النساء أصحاب الكبد لا أصحاب الكذب، و أبعد الله عنكم كل أفاك منتفع صاحب دسم، و ألهمكم الله حسن الإختيار، و ليكن شعاركم دائما ” الكرش الشبعانة ما تسول على الجيعانة ” و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق