آخر

خواطر سدراوي: “المغرب يحرك البيادق الرابحة”

كش ملك.
يبدو جليا للعيان انها لعبة شطرنج، و انها سوف تستمر اعواما اخرى، لكن ليست بالطويلة.
الجيران مع من حشرنا الله، او العديان بلغتنا، لا يتوانون للحضة واحدة في اضهار العداء لنا. و من جميع المنابر الرسمية و غير الرسمية.
نحن في حالة حرب.
ليس فقط في ساحة الوغى فحسب، بل جميع الميادين، الاقتصادية السياسية الرياضية الاجتماعية.
يقول الشاعر عمرو بن كلثوم:
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
‏فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بالدارجة “زعما مانديوش عليهم”
لكن الى متى؟
سوف ارحل بكم الى مالي، مالي، نعم مالي.
من بين اكبر الدول في افريقيا، مساحتها ضعف مساحة فرنسا، مالي هاته دولة لا منفذ لها على البحر، جيب، تنقسم الى قسمين، الجنوب او مايسمى مالي الخضراء حيث نهر النيجر و السافانا و الغابات الخضراء، و حيث تسعين بالمائة من السكان غالبيتهم ذو بشرة سوداء و حيث غالبية المدن و العاصمة باماكو، و الشمال جاف منقسم بين الصحراء و الساحل، و غالبيته طوارق و عرب ازواد ، الترحال هو اساس العيش، و يطالبون بالاستقلال.
في هاته المنطقة القاحلة و الشاسعة حيث الدولة المركزية بالكاد تقدر على توفير الحكم و القليل من السيطرة، تتربع كل الانشطة المتطرفة، تجارة البشر المخدرات و السلاح، و مرتع خصب للجماعات المتطرفة.
مادخل المغرب، و ما مدى التشابه في لعبة الشطرنج، و اين هي الحرب؟
لنبدأ بخبر بسيط، الجماعة الارهابية في شمال مالي و منذ سنة 2007 كانت وراء ثمانين عملية اختطاف في كل من النيجر مالي بوركينا فاسو و موريتانيا. بعد سنة 2011 و بسقوط نظام معمر القذافي تم نزوح العديد من مقاتلي الطوارق الذين كانوا تحت امرة القذافي ، سنة بعد ذلك اي 2012 بدأت الحرب بين الشمال و الجنوب, انتهت بإتفاق الجزائر الذي يمنح صلاحيات شبه حكم ذاتي للشمال، لكن تحت مظلة جزائرية،
اتفاق تمكن من الصمود الى سنة 2022 حيث تم الانقلاب.
انقلاب تزامن ايضا مع الانقلاب في بوركينا فاسو، في النيجر.
هاته الدول تمثل نواة دول الساحل بجانب كل من النيجر و موريتانيا.
سنة بعد ذلك يعلن عن طريق الساحل الجديد الذي يودي الى ميناء الداخلة الاطلسي، او ما سمي باعطاء المغرب لدول الساحل منفذ على المحيط الاطلسي.انه طريق الذهب الجديد.
طبعًا الجزائر لن تقف مكتوفة الايدي، فقد بدات بتحريك بيادقها في لعبة الشطرنج هاته.
اولا في النيجر و محاولة افشال التحول الجديد بمبادرة فشلت من البداية في اعادة الرئيس السابق الى السلطة، ثم الجديد في مالي بإيقاظ الجماعات المتطرفة التي توفر لها السند الخلفي فوق الاراضي الجزائرية.
كل من انبوب الغاز نيجيريا المغرب اوروبا عبر دول غرب افريقيا ثم طريق الذهب الجديد عبر دول الساحل في اتجاه نماء الداخلة الاطلسي، يشكلان العصا التي قسمت ظهر بعير الجزائر، و الجدار العازل الحقيقي الذي يبنيه المغرب “لخنق تنسيقية العسكر”، و الدولة الجارة على علم بهذا، اكيد على علم بهذا، و تعيش اسود ايام حياتها القصيرة. بل اني اشبهها بالدجاجة المذبوحة التي ترتجف كل عظلاتها لكي توصل الدم الى الدماغ و لكن بدون فائدة ، فكل ما ارتجفت الا و خرج الدم من الوريد المذبوح و بالتالي تعجل بموتها.
المغرب يحرك البيادق الرابحة و الجزائر(فرنسا) تحرك البيادق كردة فعل لكن تأكل بسرعة(كش ملك) (checkmate).

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق