اختتم أحمد مغني، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، أشغال الدورة الرابعة للملتقى الدولي حول التعاون بين الجامعة والمقاولة، بكلمة شكر لجميع المشاركين في هذا الملتقى الذي عرف نجاحاً باهراً في مختلف أطواره. وقد عبّر مغني عن اعتزازه الكبير بما حققته هذه الدورة من نتائج إيجابية، مؤكداً على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز التعاون والتكامل بين الأوساط الأكاديمية والمقاولات والمؤسسات العمومية.
وقد شهد اليوم الافتتاحي للملتقى تنظيم جلستين رئيسيتين تميزتا بحضور شخصيات أكاديمية ومهنية مرموقة. في الجلسة الافتتاحية، ألقى الأستاذ عبد الحميد نشاد، ممثل اللجنة التنظيمية، كلمة رحب فيها بالحضور ونقل تحيات مدير المدرسة، مؤكدا على أهمية هذا اللقاء العلمي كفضاء لتبادل الآراء والخبرات بين الفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين، بهدف التقريب بين المعرفة النظرية والممارسات العملية في مجال الاستدامة.
وأكد الأستاذ حميد نشاد، الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، في تصريح خاص لجريدة “شمالي”، أن تنظيم الدورة الرابعة للملتقى الدولي حول التعاون بين الجامعة والمقاولة يأتي امتداداً للنسخ السابقة، ويعكس دينامية البحث العلمي والانفتاح الأكاديمي على القضايا التي تهم حاضر ومستقبل المقاولات.
وأوضح نشاد أن شعار هذه الدورة: “الربحية والاستدامة داخل المقاولة: ما وراء المفارقات” ليس مجرد عنوان، بل هو موضوع الساعة الذي يشغل المؤسسات الاقتصادية والأكاديمية على حد سواء، خصوصاً في ظل التحولات المناخية والاقتصادية الراهنة. وأضاف قائلاً: “تحديات الاستدامة باتت اليوم في صلب اهتمامات الجميع، ولا يمكن للشركات أن تنظر فقط إلى الربحية دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إدماج معايير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية”.
وأشار نشاد إلى أن الملتقى استقطب هذه السنة خبراء وباحثين من سبع دول، مما أتاح الفرصة لمناقشة الموضوع من زوايا متعددة، تجمع بين المقاربة التقليدية والمقاربات البديلة التي تسعى إلى تقديم حلول عملية ومبتكرة.
وفي ختام تصريحه، وجه نشاد رسالة شكر وامتنان لكل المشاركين والحاضرين، معبّراً عن أمله في أن تساهم توصيات الملتقى في دعم جهود صانعي القرار والسياسات العمومية نحو بناء نموذج اقتصادي أكثر استدامة ومسؤولية.
كما أشاد الأستاذ جيل فيريول من جامعة بورغونيا-فرانش كومتيه بمستوى النقاشات التي شهدتها هذه الدورة، معلنا عن نشر أعمال الملتقى ضمن سلسلة “العالم المتوسطي” الصادرة عن دار النشر “لارماتان”، مما يعكس قيمة علمية مستدامة لهذا الحدث.
وقد جمعت الجلسة الأولى التي أدارتها السيدة سعاد بونگاب خبراء ناقشوا العلاقة بين الأداء الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية. تناول السيد مصطفى مشرفي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على استراتيجيات استدامة الشركات، بينما دعت السيدة ماريا دو روزاريو بيريرا كاردوزو دوس أنجوس إلى حوكمة أخلاقية ونظام جبائي مستدام. وسلطت السيدة ماغدالينا ووجيك-جوركيفيتش الضوء على تحديات تقارير الاستدامة (ESG) في أوروبا، داعية إلى تعزيز الأطر القانونية. وأكد السيد فاليري شيستوف على أهمية التعاون بين المقاولات كوسيلة لدعم الابتكار المشترك وخدمة أهداف الاستدامة.
أما الجلسة الثانية، التي أدارتها السيدة سارة شتواني، فقد سلطت الضوء على تجارب ميدانية ناجحة في مجالات متنوعة. استعرضت السيدة أسماء ديني تجربة مبادرة للاحتضان الاجتماعي بمدينة فاس، بينما عرض السيد محمد العمراني ركائز الاستراتيجية المغربية للانتقال الطاقي. وتناول السيد سلوبودان ميلوتينوفيتش والسيدة سنيزانا زيفكوفيتش تجربة مشروع التعدين “جادار” في صربيا، مؤكدين على أهمية التوازن بين الفوائد الاقتصادية وحماية البيئة. وتحدث السيد توفيق يطريبي عن التحديات التي تواجه الزراعة المستدامة، داعيا إلى توفير دعم أكبر لهذا القطاع الحيوي.
وقد أبرزت الجلسات أهمية فتح نقاش معمق حول كيفية التوفيق بين متطلبات الأداء الاقتصادي وضرورات الاستدامة، مع التأكيد على أهمية الحكامة التشاركية وتعزيز الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والمقاولات والمؤسسات العمومية لبناء نماذج اقتصادية مرنة ومسؤولة.