آخر

خواطر سدراوي: “الحرب الناعمة”

الدكتور عزيز سدراوي 

نظرة مستقبلية وان تكون سطحية، ساقول انني متفائل.

ممكن ان تكون نظرتي الى المستقبل على هوى البعض، و اكيد ستكون منافية لاهواء الاخرين.

لكن الأكيد ان كارشيف يوحي بتغير الى الافظل، المغرب شهد تطور كبير جدا بل اكبر مما كنا نتوقع، فطنجة مراكش كانت تقطع في مدة زمنية لا تقل عن عشر ساعات، الان بالقطار لاتتجاوز خمس ساعات و نصف، و قريبا ثلاث ساعات.

المغرب يمكن تمثيله كورقة مترامية الاطراف طويت و صار كل جزء قريب جدا من الاخر.

ما علاقة هذا بالحرب.

نعم فهي حرب و حرب شرسة، لكنها ناعمة.

ماذا يجعل دولة كالامارات تضع يدها في يد المغرب و تراهن عليه بشكل يمكن ان نقول انه بشراسة، و تضع امكانيات مهمة في خدمته.

الجواب سهل جدا، الارضية الملائمة، و الخصبة، البنية التحتية، اللوجستيك الملائم، التسهيلات اللازمة.

الفوسفاط، الاسمدة، الصناعات الفوسفوكيماوية، جبل التروبيك ، الغاز في كل الساحل3300 كلم، الشركات المغربية في افريقيا، التقارب التاريخي الديني العائلي العرقي مع افريقيا.

هذه هي الارضية.

سوف يتسائل البعض، (شنو ربحت انا، انا مازال كنحس بالفقر، مازال كنمشي للسوق و كنشري كلشي غالي، او ما كنقدرش نشري).

دائما كانت لي قناعة تامة، ان اي شيء اقوم به و يؤلم خصومي و يجعلهم يستصغرونه و ينتقدونه بل و يتمنون فشله، فمعناه انني على الطريق الصحيح، و انني على صواب.

تنظيم كأس العالم 2030، هل ننظمه لكي نرى و نتفرج على البرازيل و الارجنتين و هولاندا، و لاعبيهم الموهوبين و قمصانهم الجميلة، كآس العالم ليس فقط ملاعب متناثرة هنا و هناك.

كأس العالم هي بنية تحتية جد قوية، مواصلات جد متطورة و سلسة، اتصالات ذات صبيب جد عالي و احدث جيل، مستشفيات في اعلى مستوى و معدات متطورة جدا، بنيات فندقية كبيرة و في مستوى جيد، ساكنة ذات مستوى معيشي لاباس به حتى تكون مرحبة بكل ضيوفها.

فبريطانيا، الولايات المتحدة، المانيا، استراليا، البرازيل و الارجنتين، تراهن على الشريك و الحليف، المغرب، لوجود بنية تحتية محكمة،

فرنسا تغازل ود المغرب، الصين تسارع الوقت لتضع قدما لها مع الشركاء، روسيا.

اسبانيا التي غيرت موقفها من عدو كلاسيكي للمغرب الى صديق بل و حليف غير مشروط.

مطار العروي و مناء الناظور غرب المتوسط، خطوة كبيرة الى استرجاع مليلية.

طنجة المتوسط و المنطقة الحرة بالفنيدق، مرحلة ما قبل استرجاع سبتة.

ميناء الداخلة المتوسطي، استرجاع الادارة الترابية للكويرة، التطور الكبير جدا للعيون، انهاء العمل بالمنطقة العازلة.

انها الحرب الناعمة.

الهدف الاسمى، في افق 2035 مضاعفة الناتج الداخلي الخام الى ثلاث مرات، تقليل الاقتصاد الغير الرسمي او ما يسمى (النوار) الى اقل من عشرين بالمائة، مضاعفة عدد الاطباء و عدد المستشفيات و بالجودة العالية، القضاء على الامية.

جعل المواطن و الفرد المغربي هو الثروة الحقيقية للبلد، التحول من مجرد موظف ينتظر ان تسحبه الدولة الى الاعلى الى فرد منتج حقيقي هو من يجر و يسحب و يرقى بالدولة الى الاعلى و الى الامام.

وانا في هذا جد متفائل.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق