رئيس جمعية أفاق المتوسط للثقافة والفنون العريقة بشفشاون يبرز دروها للحفاظ على التراث المغربي (حوار)

من الجمعيات المدنية الناجحة في مصارها الثقافي والفني، وأنشطتها وفي مجالها الفريد بمدينة شفشاون، والتي تهتم بالتراث المغربي الأصيل بختلاف أنماطه وروافده جمعية افاق المتوسط للثقافة والفنون العريقة بشفشاون التي تعمل جاهدة في هذا المجال.

لايسعنا إلا ان نذكر أن هذه الجمعية منذ تأسيسها وهي تعمل على الحفاظ على الروافد الحضارية والتاريخية لتراث المغربي الأصيل، نظرا لإحيائها لمجموعة من التظاهرات الفنية التي تعمل على المحافظة وثتمين الأنماط تقليدية للفنون الشعبية المغربية النادرة النابعة من جدورنا وعاداتنا وتقاليدنا التليدة حيث تحاول جاهدة لإبراز هذا التراث الرفيع بروح عالية ومسؤولية وكفاءة شهدت لها الدورات الناجهة للملتقى الوطني للفنون التراثية التي تنظمه هذا الجمعية كل سنة، .

وفي حوار اليوم نستضيف  محمد عيي رئيس الجمعية الإطلاع على هذه التجربة الجمعوية الرائدة .

السيد محمد عيــــي نرجو ن نتعرف أكثر على جمعية افاق المتوسط للثقافة والفنون العريقة ؟

تأسست جمعية أفاق المتوسط للثقافة والفنون العريقة بشفشاون يوم 04 دجنبر 2011 على يد نخبة من الفنانين والغيورين على التراث المغربي .

فكرة التأسيس نابعة من إهتمامنا وولعنا بالفن بصفة عامة وبالتراث الفني المغربي الأصيل بصفة خاصة ورغبتنا كانت منذ امد بعيد في تأكيد على إعادة الإشعاع والحضور لمختلف روافده التراث المغربي العريق إننا مؤمنون بما يحمله التراث من كنوز ودرر نادرة يزخر بها منذ عقود فما تركته الثقافات والحضارات من بصمات خالدة جعلتنا نحيط به من كل الجوانب للتعرف به أكثر وتنقيب على، كنوز نادرة وجوهره الثري ونربط الماضينا بحاضرنا ونجعله في ابهي الحلل، عن طريق إبرازه ه وإشعاعه وتعريف بمكنوناته، من خلال البحث والمعرفة الدقيقة وتقصي معاني التراث الفني التراثي الذي تركه الأجداد نا منذ القدم .

عبر تنظيم انشطة ثقافية فنية تعني بمختلف تشكيلاته وانماطه المختلفة والمتواجدة في مختلف المناطق والجهات بالمملكة وذلك من أجل التعريف به لساكنة المدينة وزوارها وكدلك السواح الأجانب الوافدين عليها من مختلف بلدان المعمور فقط للمساهة اكثر في تعريف بثقافتنا وعظمة حضارتنا المجيدة.

ماهي أهداف الجمعية ومشاريعها الثقافية الفنية ؟

أهداف جمعيتنا تتجلى في الإعتناء والمحافظة والسعي للرقي بالفنون التراثية المغربية والشعبية الأصيلة والعريقة، عن طريق تنظيم أنشطة إشعاعية وثقافية فنية، والبحث في التراث الفني العريق، والتعريف به وتوثيقه والعمل على نشره من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات وملتقيات وعروض فنية وثقافية في مختلف الأماكن والمناسبات.

إضافة إلى فتح قنوات التواصل مع سائر الجمعيات والهيئات ذات الأهداف المماثلة والمشتركة محليا جهويا وطنيا ودوليا، والمساهمة في تطوير الوسائل الكفيلة بصيانة والمحافظة على التراث الفني، وتنظيم معارض فنية لإبراز المواهب المختلفة المتخصصة في البحث والتنقيب عن النصوص الفنية العريقة وتسليط الضوء على مختلف جوانب التراث الفني المغربي وتعريف برجالاته وجدوره وتنوعه الحضاري وإختلافه الثقافي ومضمونه الثري .

ننظم منذ تأسيس جمعيتنا أنشطة ثقافية وفنية ومن أبرزها الملتقى الوطني الفنون التراثية الذي تنظمة جمعيتنا دورته الرابعة السنة الماضية 2016 تحت شعار : التراث الفني المغربي إشراقات من الماضي وروافد للحاضر حيث عرف برنامج السنة الماضية مشاركات متنوع تركة صدي طيب لدي الجميع كما نعمل على تكريم فنانين تركوا بصمات خالدة وحافظوا على اصناف تراثية متنوعة كل دورة .

كما لانريد أن يغلب الطابع الاحتفالي فقط على هذا الملتقيات، وإنما أردناأن يكون إضافة نوعية للساحة الفنية والثقافية من خلال تنظيم ندوات علمية وموائد مستديرة ياطرها اساتذة باحثين وجملة من الفنانين التخصصين وعشاق هذه الفنون الشعبية، ومن هنا جاءت فكرة تنظيم كدلك على هامش هدا الملتقيات معارض كبير للصور الفوتوغرافية لأشهر الفرق والشخصيات الفنية بالمدينة ،والتي تطلب .

جمع هذه المادة الأرشيفية جهود مميزة، كُلِّلت بالتوفيق بفضل تعاون فنانين شفشاونية، ومن هذا المنبر أوجه لهم تحية شكر وتقدير على تعاونهم معنا في جمع الصور النادرة والتي تؤرخ لحقبة تاريخية جد مهمة في الحياة الفنية لمدينة شفشاون.

ونتمني ان نطور التجربة وتصبح معارض وطنية محترفة مع جل الفنانين الدين لهم غيرة على هذا المجال ونمضي قدما للعمل مع الرواد والرائدات ونسخر كل مجهوداتنا لجعل مدينة شفشاون قبلة للفنون وطنيا ودوليا في المستقبل ومن هذا المنبر لابد ان أشكر كل المؤسسات العمومية والمجالس المنتخبة والفاعلين السياحيين وفعاليات الجمعوية والمنابر الإعلامية بالمدينة خارجها لمساهمت معنا في إحياء التراث من خلال دعمه المستمرو الدين واكبوا معنا تجربتنا منذ التأسيس كما اجدد شكري الخالص لكل الفرق الفنية المغربية التي شاركة معنا في الملتقيات الذي نظمتها الجمعية طيلة اربع سنوات حيث كان تجاوبهكم في مستوي تطلاعاتنا وطمحاتنا كما اجدد الشكر الأعضاء المكتب الجمعية .

ماهي أهم فقرات ملتقى الفنون التراثية الذي تنظمه جمعيتكم كل سنة؟

في إطار الملتقى الأول للفنون التراثية الذي نظمته جمعيتنا في 30 و31 من سنة 2013 تحت شعار “التجليات الفنية للتراث المغربي الأصيل”، وكذا الملتقى الثاني الذي نظمناه في نفس الموعد من سنة 2014 تحت شعار: “التراث الفني الأصيل نافذة على حضارتنا المغربية المجيدة” بشراكة مع الجماعة الحضرية والمندوبية الإقليمية للثقافة وبدعم من جهة طنجة تطوان وعمالة إقليم شفشاون، ومساهمة من جمعيات مدنية وبعض الفاعليين الإقتصاديين داخل المدينة، قدمنا خلال الدورتين عروضا تراثية لفرق فنية للموسيقي الأندلسية والحضرة الشفشاونية وفرقة الطريقة العساوية والطرب الغرناطي وجوق نسائي من مدينة تطوان وجوق للطقطوقة الجبلية والعيطة الجبلية، وعدد من المحاضرات وعروضا فنية الأطفال بمساهمة المجلس الجماعي للطفولة والشباب ..

كما نظمنا على هامش هذا الملتقى مائدة مستديرة حول موضوع أهمية الفنون التراثية في الحياة العامة حضرها مجموعة من الدكاترة والأساتذة الباحثين والفنانين ورجال الصحافة والإعلام.

هل الجيل الحالي أهل لمسؤولية الحفاظ على التراث الموسيقي لمنطقة شفشاون والنواحي؟

نعم بالتأكيد، وهنا اود أن أشيد ببعض الفنانين الذين حملوا المشعل في هذه المناطق ولا يسع الوقت لأذكر الأسماء، وكل ما يمكنني قوله هو الإشارة إليه، هو أن الجيل الحالي واعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو ما يفسر اتجاه عدد كبيرمن الشباب إلى إحياء هذا الفن الأصيل.

 كلمة أخيرة تود توجيهها للقراء ولعشاق التراث الموسيقي بمختلف أنواعه.

اود أن اتوجه بشكر كل المؤسسات العمومية التي ساهمت معنا في إحياء التراث من خلال دعمها المستمر، إلى الفنانين والفنانات بالمدينة وخارجها، كما أوجه تحية تقدير لكل عشاق التراث المغربي الأصيل ونرجو أن نتعاون جميعا من أجل المحافظة على حضارتنا وتاريخنا وماضينا.