مقالات الرأي

طنجة هاريس وبيردكاريس وزعطوط ..

ممتاز أن يتم الاشتغال اليوم على مشروع ترتيب مدينة طنجة كتراث انساني ، هو شئ جميل أن نحافظ على ذاكرة مدينة ضاربة في التاريخ والحضارة، مدينة قارب استيطانها من طرف الانسان لحوالي عشر قرون قبل الميلاد، هنا سكن إنسان وهناك دفن الانسان وتلك مصانعه ومزارعه، ثم جاءت قرون الميلاد وميلاد الحضارة هنا بطنجة حيث أصبحت حاضرة عالمية ومقر لبورصة المال والأعمال والذهب،كانت داخل المدينة القديمة حاضرة توسعت حينما ضاقت بساكنتها العاشقة لطنجة فاتسعت وتوسعت وانتشر البنيان في المصلى ومرشان وبشارع اسبانيا ،ثم اليوم الى غاية مقابر الانسان القديم الطنجي الذي استوطن طنجة في هضبات عين دالية..
قد يقول قائل ترتيب ماذا ؟
وماذا تبقى بعد سياسة ممنهجة للقضاء على كل ما يرمز لطنجة وتاريخها ، كما لو ان يدا لاتريد لطنجة ان تشع وان يبرز بريقها ، مأثر تحاصر(كوطا) واخرى يتم تفويتها للخواص، ومن سلمت من الآذى وتم ترميمها اصبحت بلاروح كما هو الحال بقصر بيرديكاريس بغابة الرميلات او مغارة هرقل ،حيث ذهب هرقل غاضبا وترك مغارة مشوهة لم يتعدى افتتاحها القليل من الشهور حتى تم غلق جزء كبير منها كما لو انها استحيت من الزائرين ان يكتشفوا مكياجها الذي انمحى ليكشف شقوق غائرة ، مسبح لا محل له من الاعراب فوق قصبة غيلان التي كانت تـأوي العيون التي تحرس مدخل طنجة ،فاصبحت اليوم العيون ترقبها هي للانقضاض عليها والبناء فوقها ،غابات تقتلع واخرى يتم تفويتها لاصحاب الجاه والنسب (دنبو)، حتى الخيل وملعبه لم يعجبهم فاصبح لهم الملعب المشجر مكان جديد لغرس الاسمنت ، الاسمنت في الفيلات القديمة بشارع فاس و باقواس المدينة القديمة ، الاسمنت القاتل الصامت لذاكرة مدينة وروحها.. هل فعلا سيتم انقاذ ما تبقى من ذرر طنجة وذاكرتها ، هل فعلا سيتم اعادة بناء فيلا هاريس ام ايضا هاريس سيغادر فيلته ليسكنها زعطوط …

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق