سلايدر الرئيسيةسياسةطنجة أصيلة

بعد آخر زيارة ملكية قبل 5 سنوات.. ماذا تغير في مدينة طنجة والنواحي؟ (ربورتاج)

بموقع جيواستراتيجي استثنائي، على مفترق طرق القارات والأسواق والممرات العالمية التي تربط القارات الأفريقية والأوروبية والأمريكية والآسيوية، اكتسبت مدينة طنجة ونواحيها زخما مدعوما بدينامية المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها.

وعرفت عاصمة البوغاز، خلال خمس سنوات الماضية، عدد من التحولات والمشاريع الضخمة في العديد من المستويات الاجتماعية والثقافية والبنية التحتية وخصوصا الغطاء الأخضر والمنتزهات التي أعطت صورة جديدة لبوابة أوروبا نحو إفريقيا، بالإضافة إلى الزخم والإشعاع الرياضي الذي اكتسبته المدينة خلال فترة تنظيم كأس العالم للأندية والمباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني والبرازيل.

وستحاول جريدة “شمالي” خلال هذا الروبورتاج استعراض أهم المشاريع التي أنجزت والتي تنجز حاليا في مدينة طنجة والنواحي ، يمكن تلخيصها في أهم المشاريع المهيكلة أبرزها استكمال تنزيل طنجة الكبرى، والبرنامج التكميلي لطنجة الكبرى، وبرنامج تهيئة جماعة اكزناية، تهيئة وتوسعة مجاري المياه بعد الفيضانات الأخيرة التي عرفتها المدينة، وإحداث مناطق اقتصادية جديدة بالعوامة وطنجة البالية وبني واسين موجهة للمعامل السرية للنسيج والألبسة، واستكمال مشروع إعادة تهيئة المدينة العتيقة لطنجة، واستكمال القرية الرياضية لطنجة، بالإضافة إلى إنهاء الأشغال في المركز الاستشفائي الجامعي لاكزناية، وإنجاز متاحف جديدة وقاعات للعروض وترميم عدد من دور السينما، وانطلاق أشغال مدينة محمد السادس طنجة تيك، ومشاريع اجتماعية أخرى تتعلق بمؤسسة محمد الخامس للتضامن.

البنية التحتية والمساحات الخضراء

لا يمكن الحديث عن المشاريع المنجزة بعاصمة البوغاز، دون الحديث عن البينية التحتية التي غيرت وجه المدينة بشكل كبي، الأمر الذي زوار المدينة يلاحظون هذا التغير بفضل البرامج التنموية الذي أنجزت على أرض الواقع.

مدينة ابن بطوطة، عرفت خلال السنوات الأخيرة كذلك الاهتمام بشكل كبير بالمنتزهات الخضراء الت تم تجهيزها بمرافق رياضية مجانية وبألعاب الأطفال ومرافق صحية، أبرزها كان منتزه فيلا هاريس بمنطقة مالابطا الذي أصبح محجا عائليا للساكنة ومتنفسا بيئيا لها بفضل تنوع نباتاته وأشجاره.

كما أن منتزه بيرديكاريس بغابة الرميلات شهد إصلاحات كبرى جعله أكثر انسيابية وسهل الولوج للأطفال وكبار السن كما تم تأهيله بتهيئة مسارات رياضية خاصة بهواة المشي والركض.

من جانب آخر، تم تهيئة منتزهات طبيعية بمنطقة بوهندية تطل مباشرة على المحيط الأطلسي، وكلها منتزهات طبيعية مجانية مفتوحة للعموم تشهد كل يوم إقبالا كبيرا للمواطنين.

كما تحولت غابة مديونة من فضاء مهمل إلى متنفس طبيعي وقبلة لممارسي الرياضات، وأصبح المتنزه يحتوي على مجموعة من التجهيزات الرياضية وطاولات للأكل، وفضاء للعب بالنسبة إلى الصغار.

كما عرفت عدة حدائق ومناطق خضراء موزعة على عدة أحياء بالمدينة عمليات تأهيل هامة شملت التشجير وتغيير العشب ووضع كراسي وتهيئة فضاءات للألعاب تهم الصغار والكبار.

الجانب الاجتماعي

وعرفت مدينة طنجة العديد من المشاريع الصحية ومراكز للقرب كان الهدف منها تقريب هاذ الخدمات من سكان بعض المناطق، وكذا تخفيف الضغط على المراكز الكبرى بالمدينة.

وفي هاذ السياق، تعزز العرض الصحي بالمدينة بعد افتتاح المركز الطبّي للقرب بحي بني مكادة، الذي تم تشييده على وعاء عقاري مساحته 6000 متر مربع.

من جهة أخرى واصلت ولاية طنجة بتنسيق مع السلطات المنتخبة تنزيل مشاريع أسواق القرب بعدد من أحياء المدينة، والتي تهدف إلى تنظيم تجارة القرب ومحاربة احتلال الملك العمومي من طرف الباعة الجائلين وتحسين ظروف عمل هؤلاء بتمكينهم من محلات تجارية تحفظ كرامتهم وتيسر لهم تجارتهم.

وفي هذا الإطار افتتحت أسواق قرب جديدة في أحياء بني مكادة واكزناية وكاسطيا ساهمت في القضاء على العشوائية بأحياء المدينة، كما عملت على إدماج التجارة غير المهيكلة ضمن النسيج الاقتصادي والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري للمدينة.

الجانب الثقافي

المجال الثقافي بعاصمة البوغاز نال نصيبه من المشاريع المنجزة ، وذلك بعد إعادة تأهيل المدينة القديمة والاهتمام بالمتاحف والمزارات الثقافية، الأمر الذي ساهم في جذب أعداد متزايدة من السياح المهتمين بهاذ المجال.

ويمكن أن نصنف أبرز مشروع تأهيل المدينة القديمة بطنحة الذي انطلق سنة 2020 أحد أهم الأوراش الكبرى الذي غير كليا من واقع وشكل المدينة العتيقة وجعلها قريبة من الشكل الأندلسي للمدن العتيقة مثل نظيراتها في مالقة وقرطبة وغرناطة.

وفي هذا السياق، جرى افتتاح متحف جديد للفن المعاصر ببناية السجن القديم للقصبة، وهو الموقع الثقافي الذي يشكل فضاء حيا للقاءات والتبادل والتقاسم، حيث اختير لهذا الافتتاح معرض يعكس التمازج الثقافي ويقترح إعادة قراءة الخصوصيات الفنية للمنطقة، حيث جرى في المعرض الافتتاحي للمتحف تقديم أعمال أبدعها مجموعة من الفنانين البارزين.

كما جرى افتتاح فضاء عرض ذاكرة الرحالة ابن بطوطة ببرج النعام (المدينة العتيقة) أبوابه، تكريما للشخصية الطنجاوية الأسطورية. وتم ترميم وتأهيل هذا الموقع التاريخي، الذي كان مهملا وفي حالة مزرية، سنة 2021 من قبل شركة إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة، في إطار برنامج ترميم وإعادة تأهيل المدينة العتيقة بطنجة (2024-2020).

أما في شهر مارس من العام الماضي، فقد كان الطنجاويون على موعد مع افتتاح قاعة السينما التاريخية “ألكازار”، بعد أشغال تأهيل وتثمين مكنت من استعادة جمالية هذه المعلمة الفنية، التي تقع على بعد عشرات الأمتار من ساحة 9 أبريل (السوق البراني)، بمحاذاة شارع إيطاليا المنطلق من باب الفحص إلى مدخل باب القصبة.

ولتنويع العرض الثقافي، افتتح مركز تعريف التراث “بيرديكاريس” بالمنتزه الحضري (الرميلات)، بعد تحويل القصر الذي بناه المواطن الأمريكي من أصل يوناني، إيون بيرديكاريس، سنة 1878 في قلب الغابة لاستقبال زوجته المصابة بمرض السل، إلى متحف يجمع بين التعريف بهذه الشخصية التاريخية ويستعرض التنوع البيولوجي لهذه المنطقة وللجهة ككل.

الموندياليتو وطنجة العالمية

شكل الموندياليتو فرصة كبرى استثمرتها ولاية طنجة أفضل استثمار لتكريس صورة “طنجة العالمية”، من خلال برنامج ثقافي مواز أظهر للعالم المؤهلات الثقافية لمدينة طنجة ساحرة الفنانين والمثقفين.

ولهذه الغاية، حرصت ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة بتنسيق مع فعاليات ثقافية مؤسساتية ومدنية، على تسطير برنامج من 31 يناير الجاري الى 6 من فبراير الماضي، شمل مختلف أشكال التعبير الفنية والتنشيطية، التي جعلت من الموندياليتو حدثا لا يقتصر على الجانب الرياضي، بل شمل الجانب الثقافي والسياحي والترفيهي بمشاركة فرق فنية معروفة وفنانين من مختلف المشارب.

وموازاة مع هذه الأنشطة الثقافية والفنية، أشرفت السلطات على تنظيم زيارات إرشادية لمتاحف المدينة والأماكن التاريخية والتراثية، كمغارة هرقل ومنتزه بيرديكاريس وبرج النعام حيث فضاء ذاكرة ابن بطوطة ومتحف دار النيابة ومتحف الذاكرة الدبلوماسية والفنية و متحف الثقافات المتوسطية ومتحف القصبة للفن المعاصر، والمتحف اليهودي الصياغ بيت يهودا، ومتحف المفوضية الامريكية وبرج دار البارود ومركز التعريف بالتحصينات التاريخية لطنجة والمركز المينائي طنجة المدينة، وفيلا هاريس ومتحف طنجة للفن الحديث والمعاصر، وكاب ملاباطا.

جماعة اكزناية.. ولادة جديدة

بعد سنين طويلة من الإهمال والغرق في العشوائية، تنفس سكان منطقة كزناية في السنتين الأخيرتين الصعداء، بعد إطلاق عملية كبرى لإعادة تهيئتها، لتشهد المقاطعة تغييرات كبرى أتت على ملامحها العامة، عرفت إحداث فضاءات خضراء ترفيهية ومنشآت ثقافية، وتأهيل شوارع كبيرة وأزقة وأحياء الجماعة، إضافة إلى افتتاح ممر تحت أرضي على مسافة 700 متر يربط بين مدخل المدينة وقلبها النابض.

وكان محمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، قد أعطى انطلاقة برنامج التأهيل الحضرية للمنطقة بغلاف مالي ناهز 65 مليار سنتيم، وهمت الاتفاقية إنجاز مشاريع تتعلق بعشرة قطاعات هي: الطرق والأرصفة، والماء والكهرباء وتهيئة الساحات العمومية والتأثيث الحضري، والبيئة، والمرافق الجماعية، والنقل الحضري، والتربية والتعليم، والشباب والرياضة، والثقافة والتكوين والثقافة والتكوين لفائدة المرأة وأسواق القرب.

واستهدفت هذه الأشغال بالأساس تهيئة وتقوية الطرق ومنشآت تصريف المياه، والإنارة العمومية، وأشجار التصفيف، ونقل وتقوية وتوسيع شبكات مياه الشرب والصرف الصحي، وتهيئة الفضاء الحضري والمساحات الخضراء وملاعب القرب.

وقد بدث ثمار هذا المشروع واضحة للعيان، بعد أن شهد المجال الترابي لكزناية منظومة متكاملة من الخدمات والمرافق الأساسية، كما تحول شاطئ سيدي قاسم إلى وجهة بحرية مغرية للمصطافين.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق