آخر

خواطر سدراوي: “أخطر التجارب نتيجة في العالم الحديث”

الدكتور عزيز سدراوي 

‏واحدة من أكثر التجارب المرعبة والغريبة في تاريخ العلم والتي درست سلوك مستعمرات الفئران في حال البذخ والترف.

‏هذا ما كان العالم الأمريكي جون كالهون يبحث عن إجابته في عام 1973 بتجربته المرعبة التي سماها ⁧‫الكون‬⁩ وأعادها 25 مرة وكانت النتيجة واحدة: الفناء.

‏تعني كلمة يوتوبيا (Utopia) مكان خيالي يعيش فيه مجتمع في ظروف مثالية نتيجة العدالة والمساواة والمعيشة الاجتماعية والاقتصادية.

‏بدأ كالهون تجربته بوضع فئران في مكان أطلق عليه “الجنة” ووفر لهم كل الموارد وفي النهاية انتشرت بينهم الأمراض النفسية والشذوذ وأكلوا لحم بعضهم وقتلت الأمهات أطفالهن حتى انقرضوا جميعًا.

‏نشر جون كالهون عام 1973 نتائج التجارب التي قام بها في الخمسينات والستينات وما تقود إليه فيما لو توفرت الظروف المثالية للكائن الحي مع الاكتظاظ السكاني وزوال التحديات مثل نقص الموارد والافتراس والأمراض

‏قام كالهون بإزالة جميع تحديات البقاء التي يمكن أن يواجهها الفئران حتى أطلق على المكان الذي يعيش فيه الفئران تسمية (الجنة ) ثم وضع مجموعة من 22 ذكراً و 22 أنثى من الفئران في قفص كبير مزود بالطعام والماء والبيئة المناسبة للتكاثر.

‏في البداية ازدهرت المجموعة، ونما عدد السكان بسرعة.

‏وبعد مرور 315 يوم ورغم الطعام الوفير والأمان الدائم والمساحة الواسعة وكل شيء يحلم به الفأر البسيط، بدون الخوف من الافتراس أو الموت من الجوع بدأت الاضطربات تظهر وبدأت حالات التزاوج والتكاثر بالتناقص بشكل جذري عندما بلغ عدد الفئران 600 ظهر بينهم التسلسل الهرمي، ومايعرف بالهيكيكي موري أو الميل للإنعزال.

‏كذلك بدأت نفسية ذكور الفئران في الانهيار وكنتيجة لذلك بدأت الفئران الكبيرة في مهاجمة باقي المجموعة وتخلت إناث الفئران عن دورهن في حماية أنفسهن وصغارهن وإلى إظهار العداء تجاه صغار الفئران.

‏تغيرت فيسولوجية الإناث بشكل كبير لدرجة الانعزال عن الذكور وعدم وجود الرغبة في التزاوج، حالات الولادة سقطت بالحضيض, وبنفس الوقت ارتفع عدد وفيات الحديثي الولادة بشكل كبير, وكان كل اهتمامهم هو النوم والأكل فقط, وتزامن هذا الشيء مع ظهور “طبقة جديدة” من الفئران مكون من ذكور جذابي المظهر, اي بمعنى مظهر خارجي صحي وجذاب بشكل كافي لانثى الفأر”

‏لكن هذه الطبقة الاستثنائية من الذكور الجذابين رفضت التزاوج مع الإناث ‏ومع مرور مزيد من الوقت وصلت نسبة الولادة 0% وحتى التزواج اختفى نهائيًا بينهم, وانتشر اللواط بين “الذكور الحسنة المظهر” بشكل كبير، وأيضًا انتشرت ظاهرة أكل الفئران لبعضهم البعض على الرغم من وفرة الطعام والشراب”

‏تم ولادة آخر فأر في التجربة بعد مرور عامين من بدايتها، وفي عام 1973 ماتت جميع الفئران في تجربة الكون 25.

‏تم تكرار التجربة 25 مرة وفي كل مرة كانت النتيجة ذاتها: الفناء

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق