العرائش-القصر الكبير

ندوة حول النظافة للتقدم و الاشتراكية تفجر ملفات خلافية بالعرائش

 مراسلة: عبد القادر العفسي

في قاعة دار الثقافة بالعرائش يوم 2019/03/01 ندوة عن موضوع ” الواقع البيئي بالمدينة تدبير النفايات و المطرح العمومي نموذجا ” نظمها حزب التقدم و الاشتراكية ، شارك فيها كل من الدكتور “نور الدين سينان” الفاعل في المجال البيئي و الناشط في نفس الحزب و السيد ” سعيد الفضولي ” عضو المكتب المسير السابق و عضو المعارضة الحالي بجماعة العرائش و عضو المكتب المسير للمجلس الإقليمي عن حزب العدالة و التنمية و الأستاذ “أحمد الوزاني” الجامعي الباحث في قضايا البيئة و التنمية المستدامة ، وقد نشط الندوة السيد”محمد رحال” بحضور كدالك شخصيات اجتماعية و سياسية .

وافتتحت الندوة بكلمة الهيئة السياسية المنظمة لحزب التقدم و الاشتراكية فأوضح على الزامية استغلال مفهوم البيئة اقتصاديا خاصة الموارد التي تشكل الوسط الطبيعي الذي يمارس فيه الإنسان نشاطه الاقتصادي بحيث أنه مورد مهم يجب التبصر في استغلاله خدمة للأهداف الوطنية و بالتالي معالجة التلوث توفيرا لمناصب الشغل باعتباره منجم رابحا للوظائف  ، حيث تأسف في نفس السياق أنّ العرائش خارج كل هذه المعادلات و التوجهات .


و تناول الدكتور “نور الدين سينان ” في كلمته عن هموم البيئة الراهنة بالعرائش انطلاقا من التتبع الحثيث لهذا الموضوع مند سنوات في سبيل انقاد الإنسان و الطبيعة من التلوث الحاصل و هدر المال العام  ، و أكدّ أن حزبه “التقدم و الاشتراكية ” سبق له أن نظم ندوة ” الحصيلة ” للمجلس من بين توصياتها هذا اللقاء لإلحاحيته لأنه الأكثر اهتماما من لدن الساكنة و من أجل الفهم ما يحدث في المدينة بحسب تعبيره ،  ثم أوضح السياق التي تمت فيها عملية التدبير المفوض لقطاع النظافة الذي تعود إلى أكثر من 13 سنة خلت حيث ارتفعت تكاليفه تدريجا لتصل إلى أكثر من 2 مليار و 400 مليون سنتيم على حساب دافعي الضرائب و الدولة ، و أردف بأن العرائش غارقة في الأزبال والنقط السوداء بالرغم من استرجاع بلدية العرائش التدبير المفوض و الإشراف عليه بشكل مباشر ، لكن استغرب عن عدم استخلاص الجماعة الغرامات المترتبة على الشركة المقدرة بأكثر من 6 مليون و 400 درهم كافية لاستكمال مشروع القاعة المغطاة المتوقفة أشغالها مضيفا ، ثم عرج على البنية العلائقية التي تربط الشركة المفوض لها بتدبير قطاع النظافة لخصها  ب” مدللة ” المجلس البلدي للعرائش على خلفية استهتارها بالموطن و صحته ؛ و استهجن كدالك بالطريقة التي حولت بها الشركة من مستثمر إلى آخر دون مساطر قانونية ، كما اعتبر أن أكبر كارثة بيئية تهدد الساكنة و الطبيعة هو المطرح العمومي و ما يخلف من أضرار خطيرة بالمجل على كل كائن حي ، فجدد مطالبته كحزب بالإلغاء الفوري للمطرح  موجها النداء للعامل الجديد الذي تمنى له اقامة طيبة كما طالب تسريع المساطر من طرف رئيس المجلس البلدي ، كما اتهم الشركة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء أنها تستخلص مبالغ ضخمة من التطهير و ما رُصد في هذا الصدد دون تطهير ؛ و قدم مثال مصب صرف المياه العادمة ” الما الجديد ” و الأخطار المحيطة بالإنسان و المحيط ، مشيرا أن الوضعية الخطيرة لمنطقة “الملالح ” الطبيعة و عن الكيفية التي تم التصويت لتحويلها إلى منطقة صناعة رغم الطابع العالمي الرطب التي يجب أن تعتبر محمية طبيعية ، كما طالب بفتح تحقيق فوري للنهب الممنهج للرمال خاصة رمال شاطئ “بليغروسا “.

من جانبه ألقى الأستاذ الجامعي “أحمد الوزاني ” المهتم بقضايا البيئة و التنمية المستدامة تضمنت شرحا دقيقا على أنواع الملوثات و الأضرار الناتجة عنه على الطبيعة و الإنسان  و أثنى على المبادرات التي سماها “الأمل ” من بعض النشطاء و اعتبر ضمنينا أن الاستمرار على النهج اللاوعي بالأضرار سندخل في فوهة الانهيار التدريجي لكل المصادر الحيوية للإنسان و أن أي عملية بناء للهدم البيئي _مؤكدا لماء جاء في كلمة الدكتور سينان_ أو التحرر منها تبقى حلقة مفرغة ، خصوصا مع ارتفاع التلوث بالعرائش و مساسه بالمياه الجوفية ، و أشار إلى صديقه الفرنسي الذي دعاه لزيارة العرائش حيث تقزز هذا الأجنبي من الوضعية الكارثية و اعتبرها “عاصمة النفايات ” و بأن هذه الوضعية لا تحترم فيها المدينة و لا الإنسان ، حيث اعتبر المتدخل أن العرائش تعاني و البحر يعاني و الغابة تعاني … و المطرح العمومي خطر كبير حيث يجب إلغاءه.

من جهته ، أوضح السيد ” سعيد الفضولي ” أن العرائش يتم نهب مقدراتها و ممتلكاتها و طمس هويتها و تاريخها ، ثم أضاف أنّ المدينة تتعرض ل ” هجمات ” منهيا كلامه ” هذا أي كلام ” ، دون تحديد هوية هذه الهجمة و مصدرها و في أي نطاق بيولوجي أو مكاني ينتمي إليها  المهاجمون  ومحدداتهم  و عن ماهيتهم أو الجهة التي  تتآمر ..! مشيرا كدالك في مداخلته أنّ : العرائش لا تحتاج أي شيء يكفينا ما لدينا ، لا تحتاج لا إلى ” تي جي في” و لا إلى الطرق السيارة أو أي شيء و سنكون في مسار الدول المتقدمة _مسترسلا_ .. و ( هذا كلام ) ، مستأنسا بالعبارة الشهيرة بنبرتها و إيقاعها للسيد “منصف بلقرشي ” عضو المكتب المسير للمجلس الجماعي بالعرائش  المنتمي لحزب ” الاستقلال ” ، كما تطرق إلى التعاقد مع الشركة الألمانية و أن “حسن الحظ ” كان بجانب الجماعة أي التخلص  من هذه العقدة و تجاوز الإحراج الدبلوماسي ، حيث اعترف و أقرّ  هذه المعطيات  صادرة عن تقارير رسمية بالنسبة للشركة المفوض لها بقطاع النظافة و أنها لا تلتزم بالقانون ، و تجدر الإشارة هنا أن الإضافة الوحيدة للمتدخل هو الشكر الجزيل للدكتور ” رشيد فارس” بأن رفع دعوة لدى المحكمة الإدارية من أجل المطالبة بإغلاق المطرح العمومي بحي المنار ، و يرتقب أن تكون الجلسة الأولي يوم 23 مار 2019 و بأن حزبه قام مؤخرا بتوجه سؤال كتابي في البرلمان عن طريق ممثله .


فيما تعددت تدخلات الحاضرين : فالسيد “خالد البغدادي “الفاعل المدني في توجه سؤال للسيد الفضولي اعتبر أن الترافع يقع على عاتقه لعضويته الانتدابية في المجلس الإقليمي ، و اتبع كلامه ل”دكتور سينان” بأن يسمي الأشياء بمسمياتها و ضرب مثالا لدالك على أن: رئيس المجلس البلدي وضع يده على “خينشة ” طحين و اقسم أن إشكال المطرح نفايات بحي المنار سيحل في 6 أشهر واعتبره كاذبا ، فيما أدلى المحامي ” نور الدين الصروخ” حول الوضع البيئي و وصفها بالعبثية في تدبير النفايات و المطرح و أوضح أن لا تفسير لهذه الوضعية ، فيما ذهب الفاعل الاقتصادي و السياسي السيد “الجباري ” أن  هنالك سياسية ممنهجة لتدمير العرائش سواء في موضوعة التلوث أو نهب الرمال التي يشرف عليها ثلات أفراد من “الدارالبيضاء” اغتنت ، ثم أتبعه الشاب ” محمد مبخوث ” ناشط مدني فتحدث أنه يجب استعمل الفصل 11 من الدستور و تنظيم مسيرات سليمة بشكل دوري لإيصال صوتنا إضافة إلى العمل التثقيفي التوعوي بالأضرار البيئية .

و في نفس الصدد قال المدون الصحفي “أحمد النعمان” في تدخله أن عنوان الندوة لا يتناسب مع حجم الموضوع  بقوله أن السادة العمال السابقين بأسمائهم ” المرابط الترغي ” و نبيل الخروبي ” و “مصطفى النوحي ” و ربما الجديد قد دافعوا عن الشركة المفوض لها بالنظافة في العرائش على حد قوله ، ثم تحدث السيد “عبدالاله كريبص” عضو المجلس البلدي بالمعارضة المنتمي للعدالة و التنمية  و كعادته يفاجئ الجميع بالبديهيات فقال: أن موضوع البيئة له تشريعات و طنية و دولية و أن هناك أغلبية و معارضة و مجتمع مدني ، فالمعارضة تعارض و الأغلبية تسير و اعتبارها حقائق…! ثم قال هل انتهى الوقت للمسير و انصرف إلى مكانه بابتسامته المعهودة  ، ثم أبدى السيد “المصباحي” الفاعل المدني في تدخله عن غبطته للتوأمة بين التقدم و الاشتراكية و حزب العدالة و التنمية بالعرائش فأوضح أن المعارضة التي تنتقد هم زملاء من ينتقدوهم الآن و قال : قد انقلب السحر على الساحر .

و على خلاف المتدخلين وقف السيد “سعيد بوشيبة” الكاتب الإقليمي لحزب العدالة و التنمية الشاب وقفة وهو باسط رجليه فتحدث بكل ثقة وقال أمام الحضور : لماذا الأغلبية تغيب ..؟ ببساطة لأنها تتهرب من ساكنة العرائش و كل الموضوعات المطروحة فبغيابها هو اعتراف بالفشل ، فيما تقاسم الكاتب و الباحث في التاريخ السيد “الفرتوتي ” ملاحظة الفرنسي حول العرائش و تسائل عن الأحزاب ووزرائها في حل إشكال النظافة ، ليتدخل الشاب “ياسين زروال ” عضو هيئة التحرير بالعرائش نيوز إلكترونية فأثنى مباشرة وحماس على السيد “أشرف طريبق” المنتمي للعدالة و التنمية واعتبره مضطلع بعلم المستقبليات موضحا أن 2 مليار لن تحل إشكال النظافة حينما تنبأ بها  الأستاذ بحد تعبير المتدخل ، و أضاف المتدخل أن مشكل النفايات لا يحتاج إلى تسييس بل اعتبر بشكل فاقع أن “سكان العرائش قليلي التربية ” مقارنة مع الاروبين ، ثم تحدث السيد “محمد بلغا” الفاعل الحقوقي و المدني في أن واقع البيئة هو تحصيل حاصل ناتج عن سوء التدبير للسنوات و أن لجان تفتيش أكدت دالك  في تقريرها ، و أن صناعة الخارطة السياسية بشكل عبثي أنتج هذه المأساة فيما معناه . 


 

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق