آخر

خواطر سدراوي: “فرنسا الغموض”

الدكتور عزيز سدراوي

تعتبر اللغة الفرنسية أو لغة موليير كما يحلو للبعض ان يلقبها، لغة شيك و لغة الاناقة، و يعتبر المتحدث بها انسان “راقي”.
حروفها جد غريبة، بل تكتب بحرف و تنطق بحرف آخر، مثلا pH تنطق f, او يكتب الخرف و لا ينطق.
مما جعل منها لغة الكل يريد ان يتعلمها و ينطقها بسلاسة.
الفرنسيون ايضا لا يحيدوا عن هذه القاعدة، فمعظم كلامهم باللغة الفرنسية مبهم و تمثيلي، و دائما يميلون الى التشبيه عوض ان يكونوا دقيقين، فبدل ان يقول هذا المجسم ذو ابعاد كذا و كذا يحيلونه على التشبيه فيقولون حجم الليمونة، او حبة العدس، كذلك و مثال تشبيه القشعريرة بجلد الدجاج و ما الى ذلك.

هاته الثقافة، و هي ثقافة فعلا، تتجلى ايضا بوضوح في تعاملاتهم الانسانية.
علاقة فرنسا بالمغرب و بالخصوص ملف الصحراء المغربية خير مثال.
لحد كتابة هاته السطور مازالت فرنسا تتعامل مع ملف الصحراء المغربية برعونة و تميع كبيرين.
تارة تكون السند للمقترحات المغربية، و عدة مرات تتعامل بخشونة و عنف شديد ضد المغرب.
و مصطلحات ك اجل ربما اكيد، الصداقة، حليفنا، تتقدم هاته التعاملات.
مرة خرج رئيس فرنسا ليوجه خطابا الى الشعب المغربي، فانتقى تلك المصطلحات التي لا هي بيضاء و لا هي سوداء، و كان خطابه كمثل مسرحية مملة كمسرحياتهم التي يمل منها المشاهد خصوصا المغربي الذي تتجدر ثقافته في اعماق الارض المباركة.
فرنسا يوما ما قامت بغزو مالي، النيجر و بوركينا فاسو، تحت مسمى مغلوط و هو تقديم المساعدة و حماية هاته الدول، فما كان من جنودها الا ان سهلوا مأمورية عدد كبير من الارهابيين للتغلغل في منطقة الساحل، مرة اخرى تخرج بمصطلحات مولييرية شيك، منتقاة و جد انيقة من قبل حقوق الانسان، حقوق المرآة و حقوق الحيوان.
هذه هي فرنسا حيث يكون شديد و المريض يتقلب من الوجع، ثم ياتي الفرنسي بكل لباقة و كل اناقة و يقول هذا الم طعنة سكين او الم ضغط حجر ثقيل.
“ستكون هناك قوات فرنسية في أوكرانيا، لن تكون هناك خطوط حمراء، أنا رئيس فرنسا وأنا أقرر، لقد اتفقنا بأفضل ما نستطيع، لكن ليس هناك ما يمكن الحديث عنه معهم، أوكرانيا يجب أن تنتصر” .
‏”الحرب الأوكرانية هي حرب وجود لفرنسا وأوروبا”.
هذه اخر خرجات الأخ رئيس الجمهورية الفرنسية.
فرنسا التي تخلت عن القذافي بعد ان قدم لها الغالي و النفيس.
فرنسا التي خططت لكل ما يقع في سوريا.
فرنسا عبر الزمن تقدم الشوك على اساس انه ورد.
فرنسا نحن ننظر اليك بمنظار صحرائنا.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق