مقالات الرأي

دينامية و تهيئة المدن بالدول المتقدمة

حسب كثير من الأفلام و الأفلام الوثائقية، وما يتكلم عنه المهاجرين المغاربة فإن المدن الموجودة بالدول الغربية مهيأة ومعدة على أعلى مستوى ،وبها دينامية حضرية حيث أغلب الناس يعملون بها ونسبة البطالة ضعيفة جدا، وبنيتها التحتية قوية جدا والحدائق واسعة ومعدة بشكل جيد…كما أن الأغراض الإدارية يقضيها المواطنين في وقت قصير جدا( بضع دقائق)، وذلك حصل بفضل تبسيط المساطير إلى الأقصى…كما ملاحظ أن القانون يسري على جميع المسؤولين والموظفين والمنتخبين، والمواطنين بنفس الطريقة دون أدنى صيغ تفضيلية لأحد..
يسيرالمدن بالدول المتقدمة الأكفاء والمتقدمين في عقلياتهم، ومن لديهم رصيد مهم في الدفاع عن مصالح الساكنة، والغربيين لا يصوتون مقابل المال أو وفق الصداقة أو وفق القبيلة أو العائلة…بل يصوتون لمن يستحق، ويحترمون التداول على المسؤولية، والديمقراطية ولا يجاملون أحدا على حساب القانون…لأنهم يعتبرون أن هذا الأخير فوق الجميع….
وكل مسؤول ومنتخب ،وموظف بالمدن في الدول الغربية يقوم بما له، وما عليه وهؤلاء جميعا يتقنون أعمالهم…
قبل إنجاز أي مشروع بالمدن بالدول الغربية يتم إشراك الساكنة عبر أخذ آرائهم في ذلك، وتقوم مكاتب الدراسات بدراسة جادة للمشروع المبرمج، وأكيد عندما تخرج المشاريع للوجود تخرج في أبهى حلة…
يحرص التلاميذ والطلبة من الجنسين بالمدن بالدول الغربية على إكبار طموحهم ،ويساهم مدرسيهم في تحفيزهم وتقوية شخصياتهم ، لذلك نجدهم أقوياء ومتحررين في أفكارهم وعقلياتهم، ولا يعرفون شيء إسمه مستحيل…
الغربيين قطعوا مع التخلف وانتقلوا من التدهور إلى التطور مع نهاية الثورة الفرنسية ،وبغض النظر عما وقع من تجاوزات غير مبررة، و غير لائقة في حق المواطنين من طرف الشرطة بعدة مدن امريكية وفرنسية عندما كانوا يحتجون على مقتل أمريكي أسود من أصول أفريقية( جورج ف)…بغض النظر عما يقع من عنصرية ضد السود فإن احترام الآخر موجود في الثقافة الغربية، والولوجية للخدمات الصحية هناك قوية، ويعتنى بالمرضى ويعالجونهم دون أدنى ابتزاز أو عرقلة أو تباطؤ متعمد كما هو موجود بكثير من المدن العربية والإسلامية…
توجد حركية وفعالية كبيرة بالمدن الغربية، وجميع الساكنة نشيطة actifs لأنهم يقدسون العمل ولا يحبون كثرة الراحة، وهذا سر عطائهم المستمر وإبداعهم في كثير من مجالات الحياة…
كل شيء موجود في مكانه بدقة بالمدن الغربية ،ولا أحد هناك يؤمن بالارتجال والفوضى والتسيب ، ولا أحد يعتبر نفسه فوق القانون…بل باحترامهم لمنظومة حقوق الإنسان والحريات العامة، وحرية التعبير فإن الإنسان الغربي تربى منذ صغره على الصراحة، والمكاشفة وعدم الخوف من أحد…ويتحرك بكل حرية وتلقائية في المدينة التي يسكن فيها دون أن يستفزه أو يتجسس عليه أحد..لأنه بالمدن الغربية غير مسموح لأحد أن يتكلم مع آخر بدون معرفة مسبقة، ومن عنده مشكل مع أحد عليه أن يتقدم بشكاية في الموضوع للمسؤولين…
كثير من الأدوية هناك منخفضة الثمن، والعلاج مجاني ( رمزي)بالمستشفيات العمومية…
بل ملاحظ أيضا أن المرافق المتنوعة الكثيرة مبثوثة بجميع الأحياء بشكل متساوي، والطرق مجهزة بشكل جيد بالمدينة ككل…توجد ملاعب معشوشبة للقرب غاية في الجمال…
ومكتبات متخصصة وأندية وفضاءات للترفيه وملاهي…..
وتوجد أيضا حكامة في تسيير مسؤولي المجالس المنتخبة للمدن هناك ،ولا يؤمنون بالإقصاء أو إلغاء دور الآخر…
ولتطوير مدنهم والرقي بها انتقلوا لانشاء مدن ذكية مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية تلبي احتياجات الساكنة،وتوفير الكماليات ولتحقيق الرفاهية بين الساكنة لأن الدخول الفردية هناك مرتفعة جدا….
سبب قوة شخصيات الطلبة والأساتذة الجامعيين بالدول الغربية أنهم مدربين على أعلى مستوى، ومدمنين على القراءة ولأنهم راكموا عدة تجارب، وخبرات في حياتهم وبفضل منظومة التعليم القوية عندهم تحرروا من الخجل مبكرا، ويدافعون بقوة عن قناعاتهم ويخططون للحاضر ،والمستقبل..ويأخذون بالأسباب المادية ويحترمون السنن الكونية…
كتابة عزيز مومني

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق