سلايدر الرئيسيةمجتمع

مرصد حماية المآثر التاريخية ينتقد تعاطي السلطات مع ملف “ساحة إسبانيا” بطنجة

أعرب مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخ عن أسفه للتدني الواضح “في مستوى الالتزامات السابقة في مجال حماية المآثر التاريخية و المقاربة المعتمدة بخصوصها”، من طرف السلطات المحلية بمدينة طنجة، مشيرا إلى وجود تحول مؤسف بشكل مناقض للتراكم الكبير في السنوات الفارطة، والتي عرفت تقدما “على مستوى تثمين المآثر و حمايتها، سواء من خلال الارتفاع الغير المسبوق لعدد المباني المقيدة في السجل الوطني للمآثر أو عبر استرداد مسرح سيرفانتس وتأهيل كل من مغارة هرقل و فيلاهارس وبييرديكاريس، و الانكباب على إعداد مشروع تأهيل المدينة العتيقة”.

المرصد الذي أصدر بلاغا في الموضوع، على إثر لقاء لأعضاء المجلس الاداري للهيئة يوم الاثنين 27 أبريل 2020، عبر تقنية التواصل عن بعد، انتقد تعاطي السلطات المحلية بالمدينة مع “مراسلات المرصد و أصوات فعاليات مدينة طنجة لاعتماد الشفافية في التعاطي مع ما يمكن أن يسفر عنه التحقيق في بقايا قوس على مستوى الساحة السالفة الذكر كانت مخيبة للآمال”، “ومما زاد من علامات الاستفهام” يقول البلاغ، “هو البيان التاريخي الضحل للمديرية الجهوية للمحافظة على التراث والذي أكد بما لا يدع مجالا للشك على اضطراب السلطات في تدبير الملف و غياب التنسيق و ضبابية المعلومة والاستهتار بقواعد الحكامة الجيدة والتجاهل التام لحق ساكنة المدينة وعموم المغاربة في الاضطلاع على حقائق الأمور، وتثمين الرأسمال الثقافي بعقلانية ونجاعة”.

واعتبر المرصد أن “الاختباء وراء يافطة شعار المشاريع الكبرى و محاولة اضفاء نوع من القداسة على تدبيرها و تجنيب منفذيها أي منطق للمساءلة و تحمل المسؤولية تعد ردة كبرى في مسار بناء الثقة بين المؤسسات و المواطن و مبادئ الحكامة الجيدة و انماء التعبئة لانخراط جماعي في انجاح و تنمية البلد و الوطن”.

وأكد المرصد أنه “يسجل خيبة أمله من تعاطي المسؤولين و المكلفين بالملف، ويعبر عن استنكاره الشديد لأي محاولة للارتداد عن مكتسبات ساكنة المدينة و ايمانهم العميق بالقيمة التاريخية والحضارية لمدينتهم، كما يجدد مطالبه بإعادة أعمال التنقيب بحضور الكفاءات الوطنية و العلمية ذات الاختصاص المشهود لها بالنزاهة و الحيادية، و يؤكد مواصلة ترافعه في هذا الملف و غيره من الملفات البيئية و الأثرية لمدينة طنجة بجانب باقي القوى الحية للمدينة”.

وفي سياق آخر، آشار المرصد إلى أنه مستمر في “العمل على برنامجه السنوي بمختلف محاوره و مشاريعه، كمشروعي آلو ايكو و المياه الخضراء، وذلك بتكيف مع الوضع الحالي و استخدام التقنيات الحديثة للعمل عن بعد خدمة للأهداف المسطرة”، مؤكدا أنه يقف على سير عمل البرنامج خلال فترة الحجر الصحي، كما جدد الأعضاء التزامهم بقواعد حفظ الصحة و الحماية و التأقلم مع الوضع الحالي من خلال برمجة العمل عن بعد طيلة المرحلة المقبلة في برامج ومحاور عمل المرصد.

كما أشار المرصد في بلاغه، إلى أنه “تقرر في نفس الصدد و انسجاما مع الالتزامات المسطرة للمرصد تأجيل موعد عقد الندوة السنوية لتقديم تقرير المرصد بخصوص حالة البيئة و المآثر التاريخية التي دأب المرصد على عقدها في الجمعة الأخيرة من رمضان خلال السبع سنوات المنصرمة إلى نهاية يونيو”.

وركز مرصد حماية البيئة في بلاغه على “ما تقدمه الأزمة العالمية الحالية من دروس و عبر بأهمية احترام البيئة واعتبارها عنصرا حيويا و ليس ترفا فكريا أو كماليا، حيث تدلل الأزمة على رجاحة اختيارات و نضالات الحركة البيئية على المستوى الدولي منذ عقود من الزمن، و ما بات يتطلبه النموذج الحالي لنمط الحياة و الاقتصاد من مراجعة شاملة في أفق نموذج مستدام وعقلاني للنمو والتطور الانساني”.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق