مقالات الرأي

ضوء أحمر: سرقة موصوفة

بقلم د.الشريف الرطيطبي

كنت مساء اليوم الأحد 6دجنبر 2020 على موعد مع أحد الأصدقاء الذي زار مدينة البوغاز واقترح علي اللقاء لصلة الرحم .. وكان مما دار الحديث حوله هو التحول العمراني الكبير الذي شهدته عروس الشمال في السنوات الأخيرة، وبالتالي تزايد عدد السكان وما يتطلبه الوضع الجديد من حاجيات ومتطلبات الحياة اليومية.

ونحن نتبادل أطراف الحديث في جلسة شاي طلب مني متابعة مسرحية حية تجري أطوارها قبالتنا، وقد تابع فصولها المتكررة وهو في انتظار مجيئي، عنوانها : السرقة الموصوفة. وبطلها وواضع السيناريو والمخرج شاب لا يتعدى عمره العشرين سنة.

يتقمص دور معاق يتكئ على عكازين ويضع ضمادة على أحد فخضيه. يعترض طريق المارة من الإناث دون الذكور، ويطلب منهن شراء خبز وحليب وعصير والبقية يتركها لكرم الضحية. ويكون الطلب أمام باب متجر للمواد الغذائية بأحد الشوارع الرئيسية لطنجة.. والغريب أن صاحب المتجر هو الشريك الوحيد في المسرحية باعتباره الرابح الثاني على حساب المواطنات اللواتي يكن ضحية النصب والسرقة الموصوفة.

فما أن تغيب المرأة أو الفتاة التي تؤدي ثمن خبز وحليب وعصير وما شابه، حتى يترك الشاب عكازتيه وينط إلى داخل المتجر ليعيد المواد مقابل ثمنها. ولا تتوقف هذه العملية على طول الساعة . وبالتالي فهي سرقة موصوفة تدر دخلا حراما على صاحبها الذي لن يتخل يوما عنها ما دامت الدقائق تدر عليه دخلا يوميا محترما!! و نحن نهم بمغادرة المكان توجه صاحبنا نحو سيدتين وقدم عرضه البئيس، ولاحظنا أن واحدة كانت تهم بإعطائه علبة غذائية والأخرى تفتح حافظة نقودها، بينما صاحبنا كان في نقاش مع سيدة أخرى،تدخلنا لتنبيه السيدتين بجملتين مقتضبتين، فعملتا بالنصيحة وغادرتا مكان انتظار سيارة الأجرة. ما أحوجنا إلى شرطة للأخلاق بالشارع العام!

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق