سياسة

المجلس العملي بالعرائش يجمع أساتذة التربية الإسلامية لترسيخ فعل تربوي قاصد ومؤثر

ناقش علماء ومفكرون وأساتذة يوم السبت 13 يناير 2013 بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش موضوع القرآن الكريم في درس التربية الإسلامية، وذلك في لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي المحلي بالعرائش مع أساتذة مادة التربية الإسلامية بالإقليم، بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، وبتعاون مع الكلية متعددة التخصصات بالعرائش، تحت شعار:” من أجل فعل تربوي قاصد وفعال”.

حيث انطلقت الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية تقدم بها مسير الجلسة الأستاذ محمد السباعي رحب فيها بالمشاركين والمشاركات، و بين بعض الأهداف التي يبتغيها المجلس العلمي من اختياره لهذا الموضوع  في النسخة الرابعة من هذا الملتقى السنوي، من قبيل إكساب رجال ونساء التعليم رؤية تجمع الخصوصية المعرفية للنص القرآني والرؤية المنهاجية ومنهجية التدريس.

بعد ذلك تقدم رئيس المجلس العلمي الدكتور إدريس بنضاوية بورقة تحدث فيها على بعض الصفات الأساسية التي يجب التحلي بها من قبل المربي.

وقد قسم هذا المواصفات إلى ستة مستويات : المستوى العلمي، والمستوى العملي، والمستوى الرباني،  والمستوى الأخلاقي،  والمستوى الانتمائي، والمستوى الاجتماعي.

وتحت كل قسم تندرج العديد من السمات الأساسية كأن يكون المربي عارفا بالله تعالى ذاكرا لجلاله، عارفا بأحكامه مخلصا له في أقواله وأفعاله وباقي أحواله، مؤديا للأمانات المختلفة، وكذا صفات الرحمة والصبر والتواضع، وأن يكون الأستاذ مرتبطا بأمته وبمؤسسات بلده، مدافعا عن ثوابتها، و منخرطا في العمل الاجتماعي بقوة، اقتداء بالرسول الذي كان أنفع الناس للناس.

وقد مثل المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في هذا الحدث التربوي المتميز الشريف محمد المصباحي بكلمة أوضح فيها أن المديرية وعلى رأسها المدير الإقليمي مواكبة لكل شركة غايتها العناية بشخصية التلميذ، ومشجعة لكل شراكة تمس شخص المتمدرس، واعتبر أن من بين الشراكات الناجحة التي أبرمتها المديرية هي شراكتها مع المجلس العلمي التي قطعت أشواطا من عمرها على مستوى التحصيل والدعم والوساطة والانصات والتحسيس، بل لم تكتف بالتنزيل المحلي بل كان تطلعها أوسع وأبعد، بولوج الجهوية خصوصا مع المسابقة الكبرى الجهوية بين الاعداديات.

كما عرض مدير هذا اللقاء التواصلي محمد الشعتاني نتائج وخلاصات الاستمارة التي وزعت على الحاضرين في اللقاء التواصلي الثالث المنظم السنة الفارطة، حيث أشار بأن مواضيع اللقاءات التواصلية التي ينظمها المجلس العلمي مع أساتذة مادة التربية الإسلامية تتم اعتمادا على نتائج الاستمارات التي تعبأ من قبل الأساتذة للحصول على معطيات من شأنها أن تقوية بين الطرفين، وتجمع  وجهات النظر المختلفة حول  معطيات تتعلق بالمادة و تزيد من الجودة التنظيمية والمعرفية  للقاءات المقبلة.

وقد تقدم الدكتور زيد بوشعرة المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالقنيطرة بعد هذه الجلسة الافتتاحية بعرض نظري تحت عنوان:” الضروري المعرفي والمنهجي للاستمداد من القرآن الكريم” ، حيث بين أهمية إحياء فريضة تدبر القرآن الكريم الغائبة، والتي ضاعت بين التسيب والتهيب، تهيب البعض بدعوى أنه ليس في مستوى تدبر القرآن  لقداسته وعظمته، وتسيب البعض الآخر الذين تجاسروا على القرآن وأخرجوه من مقاصده،  فبالتهيب والتسيب ضاع التدبير الذي هو الفريضة الأولى في الاسلام التي بها تستمد هداية القرآن.

وأضاف بأن نور وروح القرآن لا سبيل لإدراكها إلا بالتدبر الذي لا يكون إلا بالوقوف على المنهج الصحيح لهذا التدبر، فالمساحة المتروكة في القرآن لأن يستمد الإنسان منها الهداية والأحكام والعبر والدروس هي مساحة واسعة، وقد زاد اتساعها بسبب الضعف بالإلمام باللغة العربية مقارنة مع ما كان في عهد الصحابة، فالمساحة اتسعت بمرور الزمان، كما أن بركة القرآن الدائمة والمستمرة تشير أن التدبر لا ينقطع للنهل من خيرات كلام الله عز وجل.

وأوضح المتحدث بعض ملامح منهج التدبر الأصيل، أولها منهج تفسير القرآن للقرآن،  وكذا الاستمداد بواسطة التفسير النبوي وتفسير الصحابة، وكذلك ما أجمع عليه المفسرون، فهذا مما ينبغي أن يستوعبه المتدبر للقرآن قبل الدخول في عملية التدبر، وأخيرا الاستمداد بواسطة المعارف البشرية، وتكامل هذه العناصر يجعل المتدبر للقرآن الكريم قادرا على الاستفادة منه والوصول إلى مقصد الله عز وجل من  كلامه .

وقد عرفت الفترة المسائية تنظيم أربعة ورشات لإنتاج جذاذة تدريس القرآن الكريم، و جذاذة لتدريس نص قرآني مؤطر لدرس من دروس المداخل.

حيث قدم المشرف التربوي لمادة التربية الإسلامية هشام الحداد ورقة تأطيرية تتضمن المراحل والخطوات التي يجب اتباعها لإعداد الجذاذة،  فالعرض الذي قدمه يتوخى تحقيق الأهداف التالية: تعرف منظور المنهاج للنص القرآني، استخلاص ضوابط استثمار النص القرآني، ثم تطبيق المهارات التدريسية للنص القرآني، على أمل أن يتم الخروج في نهاية اليوم التكويني على تصور موحد لكيفية بناء الدرس القرآني.

وفي الجلسة الختامية تم قراءة تقارير الورشات الأربع، لينتهي الجمع المبارك برفع برقية الولاء لصاحب الجلالة  محمد السادس قرأها عضو المجلس العلمي  ومدير هذا الملتقى الماتع محمد الشعتاني نيابة عن أعضاء المجلس وكافة المشاركين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق