مقالات الرأي

سنظل نحلم ونحلم ونحلم.. ولن نبطل الحلم

 رشيد الركراك :  الكاتب العام لجمعية الأطر الإدارية والتقنية بجماعة العرائش

لا يشك أحد أن مغرب ما بعد كورونا لن يكون كمغرب ما قبل هذه الجائحة ، مغرب ما بعد كورونا سيكون في أمس الحاجة لدولة قوية ولمؤسسات منتخبة ذات مصداقية ، ولنخب سياسية قريبة من هموم المواطن والوطن، نخب لها من الكفاءات والنزاهة ما يكفي لإصلاح الأوضاع الإقتصادية وتأمين الاستقرار الإجتماعي.

مغرب ما بعد كورنا يحتاج لرؤساء جماعات قادرين على جلب الإستثمار لمدنهم، وتسويق منتوج جماعتهم وطنيا ودوليا ، من خلال بناء برامج جماعتية حقيقية، وليست صورية موجودة فقط في برنامج عمل وهمي لا يوجد إلا في الأوراق وفي مخيلة رئيس الجماعة وأعضاء مكتبه المسير، و ذلك لن يتأتى إلا بالبحث عن كل الطرق القانونية للتطوير الحقيقي للمداخيل الذاتية لميزانية الجماعات الترابية السنوية عن طريق عدم التساهل في إستخلاص حقوق الجماعة  وعدم إهدار المال العام.

بعد كورونا نحتاج لذلك الرئيس القوي الذي يطور جماعته  إيجابا ، ويحولها من تلك الجماعة بمفهومها الكلاسيكي التي تؤدي خدمات القرب ، إلى جماعة ترابية ذكية ذات بعد إقتصادي قادرة على منح الثقة للمستثمرين  وجلب  فرص الإستثمار لتراب الجماعة .

بعد كورونا نحتاج لحكومة كفاءات حزبية منبثقة عن صناديق الإقتراع يتشبث فيها رئيس الحكومة المنتخب بكل السلط والصلاحيات التي منحها له الدستور حتى لا يمسح كل فشله في العفاريت والتماسيح الغير المرئية .

بعد كورونا نحتاج نحن الشعب لتعبئة وطنية جامعة ، ولعقد إجتماعي بين كل شرائح المجتمع،عقد غير مكتوب مبني على صدق النية  وفق مبدأ ( الإجماع والتضامن) لبناء دولة قوية بدون لف ولا دروان ، وبدون غش أو بهتان ، لذلك سنكون في أمس الحاجة لذلك المواطن الصادق الذي  يؤدي عمله بإخلاص ونزاهة، ولذلك المواطن الذي يحاسب نفسه ، قبل أن يحاسب هو نفسه الدولة والحكومة .

بعد كورونا وجب علينا جميعا أن نفهم ونستوعب بكوننا أمام مرحلة تدبير أزمة إقتصادية وليس مرحلة رخاء، مرحلة تتطلب وضع كل خلافاتنا جانبا والتعاون بين كل الفرقاء السياسيين والفعاليات الإقتصادية الكبرى لإعادة تنشيط الإقتصاد وإسترجاع قطاع الخدمات والسياحة إيقاعهما السابق.

بعد كورونا سنحلم بتجديد للخطاب السياسي ، وبتغيير جذري للصورة النمطية السلبية للعمل الحزبي .

سنحلم بعد كورنا بأن نرى إمرأة أو شابا على رأس الحكومة المغربية ، وسنحلم أيضا بأن نرى وجوها جديدة مختلفة تماما عن تلك التي عمرت لسنوات أو عقود في بعض الجماعات الترابية. سنحلم بكل هذا حتى يتحقق يوما ما الحلم ونصرح أمام العالم بأننا ذاك الوطن  القوي الذي شيدناه بسواعدنا وبصدق نوايانا وبعدم الإستسلام .

وفي الأخير ليس هناك  أجمل من أن نتذكر ما قاله يوما ما جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ، حين صرح لأحد الصحفيين بأن ” معارك الحياة لا يربحها لا الأكثر قوة ولا الأكثر سرعة، ولكن يربحها أولئك الذين لا يستسلمون أبدا.

 

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق