مقالات الرأي

سدراوي يكتب.. شعار “الفيفا” لمونديال قطر 2022 يفضح التصور الخاطئ للغرب لمنطقة “مينا”

الدكتور عزيز سدراوي

الفيفا ذلك الجهاز العظيم الذي يجمع كل أطياف العالم، بكل أجهزته المتطورة، و كل هياكله المتقدمة، في الحقيقة ماهو إلا تعبير في أقصى مفاهيمه إلى جهل الإنسان الأوروبي بما يقع في ما يسمى منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ( مينا) أو بالأحرى تجاهل الإنسان المتحكم في الإنسان المتحكم به.

ما فتئ الأوربيون يصورون العالم العربي على أنه صحراء قاحلة تغزوها الجمال، يسكنها إنسان حافي القدمين، لباس رث، أضافر غير مقلمة و متسخة، بعمامة ذو بشرة داكنة، باذنين كبيرتين فيها “مفتل” من الحديد، و أحسن مثال على ذلك فيلمين كبيرين، الاول “حلفاء” « alliées » الذي جسد مدينة الدار البيضاء على أنها مدينة صحراوية، و الثاني “مهمة مستحيلة” « mission impossible » الذي جسد دبي علىً أنها مدينة تجتاحها العواصف الرملية.

المهم هو النظرة الاحتقارية التي يرمق بها الأوربيون إلى سكان مينا.

الحسن الثاني رحمه الله في إحدى لقاءاته الصحفية مع الفرنسيين حين أحرج الصحفي حيث رد عليه أننا نعرف عنهم كل شيء تاريخهم تركيبتهم المجتمعية سياساتهم في حين أنهم لا يعرفون عنا أي شيء و يجب أن يقوموا بمجهود أكبر للتعرف على مجتمعاتنا.

الفيفا بكل أجهزتها تعبر عن هذا الجهل، التجاهل، حين ،و بكل استهتار، تضع شعار قطر 2022 ممثل بأبواب من المعمار المغربي، أبواب ضريح محمد الخامس، على أساس أنه معمار قطري شرق متوسطي.

الصفحة الرسمية للفيفا نشرت المعمار المغربي و الأبواب المغربية على أنه يخص دولة قطر !

‏خطأ فادح من مؤسسة دولية كالفيفا !

أنا شخصيا لا أعتبره خطأ بقدر ما اعتبره استهتار و تجاهل بثقافات و تاريخ البلدان.

الجهاز تدارك الموقف و حذف الشعار و استبدله بشعار آخر.

حادث كان ليمر دون أي تاثير أولا أنه عرى عن حقيقة لطالما أردنا إخفاءها، حقيقة عدم تقبل الآخر و التعصب الذي يسود، حقيقة وجود انسان صف أول و إنسان لا صف له، حقيقة التجاهل الإرادي الذي يتشبع به من يحسب نفسه الأقوى، حقيقة الكذب الذي يطبع تعاملهم مع مجتمعاتنا و تشدقهم بكل الصفات التي يمنون علينا بها من ديموقراطية و حقوق إنسان و حقوق حيوان و دساتير و تطور و تقدم و و و….

إننا في نظرهم مجرد كومبارس لتكميل ديكور في مسرحية من بطل واحد، الإنسان الأبيض…

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق