سلايدر الرئيسيةمجتمع

أكثر من 33 ألف أوروبي وحوالي 35 ألف من جنسية إفريقية يقيمون في المغرب

أضحى المغرب، الذي كان إلى وقت قريب بلد عبور، أرضا تستقبل عددا من المهاجرين المنحدرين من مختلف القارات، ولاسيما من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، بحثا عن ملاذ آمن يوفر لهم الاستقرار وشروط العيش الكريم. وحسب المندوبية السامية للتخطيط، فإن 40 في المئة من الأجانب المقيمين بالمغرب من جنسية أوروبية (33 ألف و615 شخصا) و41,6 في المئة من جنسية إفريقية (34 ألف و966 شخصا) أغلبيتهم تنحدر من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي الوقت الذي أكد فيه المغرب، غير ما مرة، هويته الإفريقية، أصبح هذا الأخير محطة مفضلة لدى الأفارقة، الذين يجدون صعوبة في العبور إلى القارة الأوروبية، لينتهي بهم المطاف في نهاية الأمر إلى الاستقرار بشكل نهائي بالمغرب.

ويتيح المغرب، الذي يشهد نهضة اقتصادية واجتماعية، لهؤلاء الوافدين الجدد أملا في مستقبل أفضل وتحقيق الرفاهية والاستقرار. وفي هذا السياق، تعززت في الآونة الأخيرة، العلاقات التاريخية والثقافية الخاصة التي تجمع المغرب بإفريقيا، وذلك بفضل إجراءات تسهيل ولوج التراب الوطني وتسوية وضعية المهاجرين الأفارقة.

واستفاد إلى حدود اليوم، حوالي 50 ألف مهاجر من مسلسل التسوية، وذلك بفضل سياسة الهجرة التي تبنتها المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما مكنهم من الاستفادة من حقوقهم عبر مجموع التراب الوطني، خاصة الحق في التعليم والسكن والخدمات الطبية والتشغيل.

وصرحت كريستيل، شابة كاميرونية حاصلة على دبلوم في الحلاقة، بأن “اندماجها كان سلسا، أغلبية المغاربة يتحدثون بالفرنسية، لذلك لا أجد صعوبة في التواصل وأتمنى أن أتعلم اللغة العربية”.

وقالت كريستيل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “تمت تسوية وضعيتي القانونية في 2014 (…) والآن أمارس مهنة الحلاقة وألبي بعضا من احتياجاتي اليومية”.

وينجذب عدد من مواطني إفريقيا الناطقة بالفرنسية للمغرب بسبب قربه الجغرافي والتقارب اللغوي، إلا أن بعضهم بات يواجه صعوبات مالية، خاصة أولئك الذين يمارسون نشاطا غير مستقر ولا يتوفرون على شهادات تخول لهم الاندماج في سوق الشغل. من جانبه، وصف يوسف، طالب شاب ينحدر من ساحل العاج، في تصريح مماثل، المغرب “بالبلد الرائع … هنا أشعر بالاطمئنان، الجامعات تفتح لنا أبوابها وتمنحنا تكوينا رفيع المستوى. اليوم بدأت تدريبا في مقاولة بمدينة طنجة وآمل في تحصيل وظيفة”. ويقول جول (30 سنة)، الذي تختلف وضعيته عن كريستيل ويوسف، “أتواجد بالمغرب منذ 14 سنة (…) لقد استطعت خلال هذه الفترة من تحصيل وظيفة كمدير بإحدى الشركات بالدار البيضاء وشراء شقة”، مشيرا إلى أن “الأفارقة من جنوب الصحراء باتوا يشغلون مناصب استراتيجية بالمغرب”.

وتمثل كريستيل ويوسف وجول، نماذج ناجحة للاندماج داخل المجتمع المغربي، وهو ما يؤكد الإرادة والطموح الإفريقي للمغرب بصفته بلدا رائدا على الصعيد القاري في مجال العناية الإنسانية بالمهاجرين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق