مقالات الرأي

مصطفى بوكرن يكتب: لماذا جلس “الأخ” بجوار”أخته” في المؤتمر الاستثنائي للبيجدي؟

التحولات الداخلية لحزب العدالة و التنمية في صفوف ابنائه من “عدم المصافحة” إلى “المصافحة””، ومن “صف خاص بالأخوات وصف خاص بالاخوان” إلى “جلوس الأخ بجوار أخته”، ومن “أغاني أبو الجود وابو راتب و ابو دجانة وميس شلش..” إلى “الاهتمام بالاغنية المغربية”..ومن عدم “الاهتمام بالهندام” إلى “الاهتمام بالهندام”..

هذه التحولات ليست نفاقا ولا تناقضا ولا مراجعة فكرية ولا فقهية
هذه تحولات عادية، تقع لكل حزب يتكيف مع محيطه السياسي والشعبي، فكلما تحول من المعارضة إلى السلطة، أي أصبح له جمهورا ضعف أضعاف مناضلي حزبه بعشرات المرات، فإنه عليه أن يكون ممثلا لهذا الجمهور المتنوع ليس فقط على المستوى السياسي،بل على المستوى الثقافي.
ولذلك أحسن نموذج يمثل هذا التحول هو بنكيران:
– يرقص ويغني امام الجمهور ليشعر الجمهور أن هذا السياسي يشبهه
– يقول لمنشطة ثقافية “عجبتني” فيشعر الجمهور أن هذا السياسي الإسلامي ليس متزمتا فهو مثله
– حينما تصافحه بالوجه زوجة السفير الامريكي السابق فهو يستجيب على مضض، ليشعرها أنه لا مشكلة لديه معها
وسلوكه هذا، جعله يخترق فئات مجتمعية، لم يكن حزب العدالة و التنمية يفكر يوما أنه سيصل إليها، كأن يعبر إيكو بإعجابه لرئيس الحكومة ونجاة اعتابو ونعمان لحلو وليلى الحديوي…

فحينما تصل إلى السلطة
عليك ان تكون ممثلا لكافة الشرائح الاجتماعية ليس سياسيا فقط بل على المستوى الثقافي أيضا

فتصبح منظما لمهرجانات ثقافية
يحضر فيها عبيدة الرمة
والراب
والروسية
وهكذا..

فالتحول هو تحول سياسي،ينعكس على الثقافة الداخلية للحزب.
لو نوقش الامر فقهيا أو دينيا
سيوصف بنكيران أنه على درجة عالية من النفاق
وأن أعضاء البيجدي يمارسون التقية
ولكن الأمر ليس كذلك
فهو له علاقة بالوسيلة المشتغل بها
“الحزب السياسي” الذي يتحول حسب معطيات الصراع!

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق