مقالات الرأي

الرّهان الكبير…. الذي ينتظر المغاربة

 /عبد الواحد السلامي

ذاك الماضي .. الذي عبث بمشاعرنا و تلاعب بخواطرنا،ما أبخل و أتعس….. من يعيش على الهامش الاستفاقة الذهنية و المعنوية .. الطريق الوحيد للانتقام من أيام الأوجاع ، السعادة هاجرة لديارنا .. لأننا لا نبذل جهدا لتحسين نوعية الحياة التي نعيشها

 المعاناة و مرارة الواقع ستلازمنا حتى النهاية .. فلا ينبغي أن نقترن إنسانيتنا بعار اليأس  فاقدون للوعي و الرغبة و الإخلاص .. أنفاسنا لا تحمل شعلة و قلوبنا خاوية من كل طموح ، رحم الله ضمائرنا التي ماتت .. و أخلاقنا التي تلاشى بريقها ، المحن صارت عادية جدا …. و الأنانية حطّمت ما في أعماقنا من اخضرا

 اللامبالاة مكروهة شرعا و قانونا .. فكيف لنا أن نتمادى في ممارستها علانية ، الأجواء  المغربية  الحقّة قد تعود يوما أمنية غالية تراود أحلام الكثير من المغاربة  الشرفاء الذين تربّوا بين أحضان المدينة و دفئها  و شربوا من ينابيع مدارسها و تتلمذوا على نور مساجدها ، تلك الأمنية هي عودة الأجواء الرائعة التي  كانت تسود المجتمع المغربي  أيام زمان ..

حيث كان  المنزل الواحد تسكن فيه أكثر من خمس عائلات في وئام  و حب .. كانت المعيشة في بلدتنا الطيبة متعة و عذوبة  لا وصف لهما .. فهل صحيح أن النية .. الطهارة .. و الصدق  يرحلون برحيل رموزهم ..؟

 الواقع المغربي اليوم يؤكد  ذلك .. لأننا نعجز عن معالجة مشاكلنا و همومنا  و ما أكثرها في هذا الزمن الصّعب ..أخطأنا في فهم الحياة كما فهمها الاّباء و الأجداد رحمهم الله و جزاهم كل خير..

 إعتقدنا أن الحياة معناها إستغلال كل الوقت لقضاء المصالح و الانشغالات الشخصية ..و ما أغبانا أيها الأحبة بعد فقدان  الهوية و الطريق .. أوضاعنا تثير الشفقة و الشجن .. نطارد  كل زائل و نعيش على الأوهام التي ملأت نفوسنا الظنون  و الوساوس .. و أدخلت قلوبنا في حيرة و قلق .. و زينت  يومياتنا بالأكاذيب و الألاعيب .. فأي فشل هذا الذي سكننا و ساعدته على تضاعفه في نفوسنا انعدام الرغبة في الخلاص و النجاة ..

 فعلامات اليأس و الانهيار مرسومة في معظم  الوجوه .. و رغم كل ذلك فالمواطن المغربي مازال قادرا على صنع الانتفاضة لإزالة مظاهر الخيبة و الضعف و بداية  مسيرة ايجابية جديدة مع أيامه القادمة باستغلاله كل الفرص  و قد أثبتت العديد من التجارب أن الشخصية المغربية  الحقيقية  يكوّنها الخير الكثير و الإبداع الوفير .. تحتاج فقط إلى وثبة  نفسية كبيرة للنهوض مجددا ..

هذا هو الرّهان الكبير الذي ينتظرنا و لا يلزمنا إلا أن ننظر في تخطيطنا إلى أفق رحب و أن تكون لدينا  روح الشجاعة و التحدي .. فهل سنفعل .. ممكن و من يدري .

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق