سياسة

لوحة “زرع الكراهية ” تحاول النيل من الكرنفال التربوي بالقصر الكبير

من حق أطفال القصر الكبير كغيرهم من أطفال العالم أن يبدعوا ويبتكروا ، وأن نمد لهم يد العون من أجل ذلك ، والكل يعلم أن الأنشطة الموازيةتلعب أدوارا مهمة في بناء شخصية المتعلم ، وفي تربيته على المواطنة وحقوق الإنسان.
وإذا كنا نعلم أن بلدنا المغرب قد صادق على العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والتربية على المواطنة ونشر ثقافة التسامح والسلم والسلام ونبذ ثقافة الكراهية والحقد، فأغلب اللوحات التي عرضت في الكرنفال الرابع من قبل المؤسسات والجمعيات جسدت هذا. فالتيمات دارت جلها حول هذه القيم الإنسانية التي تعمل على خلق التعايش والتساكن بين المجتمعات.
لكن من النقط السوداء التي حاول أصحابها النيل من هذا الكرنفال إما بقصد أو بدون قصد، هي تلك اللوحة التي توحي للمشاهد أن النقاب هو سبب الإرهاب.
فنقول لأصحاب هذه الفكرة إن كان هذا قصدهم، إن صناعة الكراهية تتبناها طغمة فاسدة، ونخبة كاسدة، تحاول بث سمومها السوداء وأحقادها الصفراء بين أبناء الوطن الواحد، واعلموا أن هذه الصناعةصناعة بغيضة.
إن زرع الكراهية داء خطير يفتك بالمجتعات والشعوب، ويخلق الفتن والمحن، كان من الأجدر بكم ياأصحاب هذه الفكرة الغبية (إن كانت هي قصدكم) بدل صناعة الكراهية أن تساهموا في نشر ثقافة التسامح والتصافح والتصالح والتعايش المشترك.
فمتى كان الحجاب والنقاب مصدراللإرهاب ؟
وحتى وإن كانت هذه قناعتكم – و من حقكم أن تقتعوا بما شئتم – فلماذا تستغلون أبناءنا بالمدارس وتملؤون عقولهم يمثل هذه الأفكار الهدامة، لماذا استغلال القاصرين لغرس بذور الكراهية بنفوسهم، فبالحب تبنى الأوطان لا بزرع الكراهية والأدغان.
لماذا تسيؤون لهذا الكرنفال التربوي الذي كابد أصحابه من أجل بقاءه المتاعب وتحدوا العديد من المصاعب.
فإذا كان شباب الكرنفال آمنوا بفكرتهم منذ أربع سنوات خلت ليدخلوا شيئا من الفرحة على أبتاءنا وفعلوا المستحيل لاستمرار الكرنفال رغم قلة الإمكانيات ، فها أنتم بفعلتكم هاته التي ستبقى تشوه تاريخ الكرنفال تشوشون على مبادرتهم الجميلة.
و الخطأ لا تتحملونه وحدكم بل حتى اللجنة الساهرة على التتبع وانتقاء مواد الكرنفال بدورها مسؤولة على ما تم عرضه إن كانت وافقت على هذه اللوجة حتى وإن لم يكن هذا قصدكم، لأن ما توحي به للمشاهد هو أن الحجاب والنقاب هو منبع الإرهاب.

وأرى أن من حق الساهرين على الكرتفال مساءلة أصحاب اللوحة إذا ما كان عرض اللوحة تم دون علمهم و موافقتهم عليها، لأن هذا يعتبر تشويشا على عمل متميز ناجح وإساءة للكرنفال .
وما ننتظره والمواطن القصري هو توضيح هذا اللبس من إدارة الكرنفال الناجج لولا هذه اللوحة الماكرة التي حاول أصحابها المس بالكرنفال بقصد أو بدون قصد . 

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق