سلايدر الرئيسيةملاعب

بعيدا عن المدرجات.. جماهير كرة القدم الوطنية تواصل العطاء بمبادرات إنسانية واجتماعية

(إعداد .. محمد الأمين إخبي)

لم يعد إبداع وعطاء جماهير كرة القدم يقتصر على مدرجات الملاعب المغربية، التي شكل غير ما مرة الإعجاب بها مادة دسمة على صفحات كبريات الصحف العالمية، واهتمت بالأجواء التي تخلقها القنوات التلفزية عبر بقاع العالم، بل تعداها للعب أدوار اجتماعية ومبادرات تضامنية.

ولعل ما يبرز البعد الإنساني والاجتماعي لهذه الفئة من عشاق الكرة المستديرة ،سواء الإلترات أو جمعيات الأنصار والمحبين، انخراطها في تنظيم حملات للتبرع بالدم، بتعاون مع السلطات المحلية لمحيطها الترابي، خاصة بعد النقص الحاد الذي تعرفه مراكز تحاقن الدم في هذه المادة الحيوية لانخفاض أعداد المتبرعين بالدم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتنضاف عمليات التبرع بالدم إلتي تقوم بها هذه المجموعات إلى حملات التوعية والتحسيس بخطورة هذا الوباء، التي قامت بها عبر نشر مقاطع مصورة وبلاغات عبر صفحاتها الرسمية على الإنترنت تدعو فيها المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية، وأحيانا تقديم مساعدات مالية وقفف غدائية كإعانات للمحتاجين الذين اضطروا إلى المكوث بمنازلهم في ظل الحجر الصحي.

وفي هذا الصدد، أكد مصطفى نوري رئيس جمعية محبي نادي حسنية أكادير أن الإرادة والرغبة في المساهمة في المجهودات التي انخرطت فيها مختلف شرائح المجتمع بعد تفشي الوباء، شكلت دافعا للجمعية للتفكير في وسيلة لإنقاذ حياة العديد من الأرواح لترسو على تنظيم حملات للتبرع بالدم، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة عرفت مشاركة بعض قدماء اللاعبين والفنانين بالإضافة لمشجعي النادي، الذين ساهموا في إنجاح هذا العمل الإنساني بكل المقاييس.

وأضاف نوري ،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التعاون القائم بين الجمعية وسلطات مدينة أكادير كان حافزا لإيلاء هذا الجانب الإنساني والاجتماعي أهمية أكبر مع الحرص على تقديم الدعم والمساندة الدائمة لنادي حسنية أكادير من خلال اقتراح أفكار جديدة على مسؤولي الفريق التي من بينها تخصيص تذاكر تضامنية للمشجعين في ظل منع الجماهير من حضور المباريات.

وفي السياق ذاته، قال المتحدث إن الجماهير المغربية تقوم بأعمال تطوعية متميزة غير أن ثقافة التبرع بالدم، والذي يبقى مصدره الوحيد هو المتبرعين، لم تنتشر بعد بالشكل المطلوب في المجتمع لذا وجب العمل على هذا الجانب بغية ترسيخ هذه الثقافة لدى الأجيال ويتوارثها الشباب المغربي.

وخلص إلى أن الحملة لاقت صدى واسعا واهتماما بالغا حيث خلفت أجواء من الارتياح والأمل، خاصة مع الإقبال الكبير للمتطوعين في أفق تكرار مثل هذه المبادرات الإنسانية.

بدورها نظمت جمعية العش الأخضر المناصرة لفريق الرجاء البيضاوي في إطار الأهداف النبيلة التي أنشئت من أجلها والروح الرياضية والتربوية المبنية على شعار “العقل السليم في الجسم السليم” وانطلاقا من كون التضامن إحدى شيم المغاربة، حملة تبرع بالدم.

ويقول أنس الجعفري ،رئيس الجمعية، أن المجموعة ارتأت تنظيم هذا العمل النبيل بتنسيق مع أعضائها والمحبين الغيورين على النادي لإبراز الدور الذي تضطلع به جماهير كرة القدم في المجتمع، مع الحرص على جعلها مبادرة سنوية.

وأشار ،في هذا الصدد، إلى أن الجمعية واعية بالمسؤولية الملقاة على عاتقها وستواصل المشاركة في حملات مماثلة إذ تضع ثقتها في منخرطيها وجميع مكونات المجتمع بمختلف انتماءاتها للانخراط في العمل التطوعي.

وأضاف الجعفري، أنه إلى جانب الأعمال التضامنية كتقديم المساعدة للمؤسسات الخيرية ودور الأيتام، تعمل الجمعية على محاربة آفة الشغب، والتحسيس بمخاطر هذه الظاهرة الدخيلة على كرة القدم الوطنية، مشيرا إلى الدور الهام للإعلام في التوجيه باعتباره طرفا لا محيد عنه للقضاء على هذه الآفة.

وكانت العديد من الإلترات المساندة لأندية القسم الأول سباقة لتنظيم حملات التبرع بالدم، من بينها “الوينرز” الفصيل المساند لفريق الوداد البيضاوي وفصائل أخرى أصرت على أن تنقل حماس المدرجات إلى الفضاءات الخارجية حيث أدت واجبها اتجاه الوطن.

كما قامت بعض الإلترات المساندة لأندية القسم الثاني هي الأخرى بنفس المبادرات من بينها “الفاتال تيغرز” المناصرة لنادي المغرب الفاسي، بالإضافة للمجموعات الأخرى التي أخذت على عاتقها ذات المسؤولية في جميع أنحاء المملكة.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق