مقالات الرأي

خواطر سدراوي.. “مأساة تحول البعض فجأة من تحليل لمباريات الكرة إلى مختصين في التربة والإنقاذ”

الدكتور عزيز سدراوي

بالأمس، و مع تقدمي في العمر، أدركت أنه في مجال كرة القدم الذي أورم إليه بكل الجوارح، (أكيد في مجالات أخرى أيضًا) لا يوجد أحد لكي يستمع إلى رأيك ولكن لكل واحد رأي محدد، و بالفعل كل ما يريد هو التعبير عنه وهذا كل شيء. يعتقد الجميع أن لديهم الحقيقة (ربما أنا أيضًا).

ما بين إقصاء مرير للمنتخب من دور الربع في مسابقة كبرى، و ما وقع للطفل ريان، كانت هناك حقيقة واحدة إلا و هي حقيقة كل واحد على حدى.

الكل يمتلك حقيقته، الكل تحول و بقدرة قادر إلى مدرب محنك و بعد يومين تحول الكل إلى منقذ محترف و طوبوغرافي متمكن.
هاته الحقيقة هي حقيقة مأساة شعب في تضخم الأنا لكل أنا.
الأهم لشعب مثل المغرب الآن، وإذ يقبل على مستقبل كله أمل و ازدهار، بالنظر إلى المعطيات و الحقائق المتجلية للعالم كله، أن يشتغل على ترتيب أولوياته وأولها تحجيم الآنا، وإعادة بناء شخصية أبناءه على إتقان عملهم فقط، دون التعدي إلى ما لا يجيدون.

ان نكون مشجعين جيدين و بتعصب إذا اقتضى الحال دون أن نصبح مدربين، أن نشارك بجوارحنا أو حتى نقف من بعيد راجين من الله إنقاذ طفل دون أن نتعدى الدور إلى طبوغرافيين و جيولوجيين، وقس على ذلك في جميع الميادين و المجالات.

يجب أن ننصت لبعضنا و نتعلم ممن يجيد كل في اختصاصه.
يجب أن نستمع لما نقول لبعضنا وأن نكتفي بأن نبلي حسنا فيما نجيد.
رحم الله الطفل الذي وحد العالم و لو خمسة أيام على كلمة واحدة، و متمنياتنا بالمرور لكأس العالم 2022، و الفوز بكأس افريقيا 2023.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق