سياسة

غياب مصل مضاد للعقارب “يقتل” طفلة بإقليم وزان.. وحقوقيون يكذبون وزارة الصحة

لفظت طفلة صغيرة أنفاسها الأخير بعد تلقيها لسعة من طرف عقرب بدوار الحرشية قيادة زومي التابع لإقليم وزان وذالك لعدم إلى إخضاعها لمصل مضاد لسم العقرب.

وحسب مصادر مطلعة فإن الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات تعرضت في وقت سابق للسعة عقرب وتم نقلها نحو المركز الصحي زومي ليتم إرسالها إلى وزان غير أن عدم توفر المصل تم ارسالها إلى مستشفى محمد الخامس بشفشاون ومن تم إلى تطوان.

نفس المصادر قالت أن الطفلة نظرا لحالتها الحرجة تم نقلها نحو مستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة لتغادر الحياة بعدما قطعت مآت الكيلومترات دون وصولها للمستشفى و إخضاعها لمصل كان من الممكن توفره في المركز الصحي بزومي.

واعتبرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بلاغ توصل شمالي بنسخة منه، أن وفاة هذه الطفلة وأطفال آخرين في جميع ربوع الوطن بهذا الشكل المريع  وصمة عار على جبين الدولة المغربية وانتهاك صارخ للدستور المغربي والمواثيق الدولية  وخصوصا الحق في الحياة الذي يعد أقدس الحقوق على الاطلاق، متسائلا “كيف يعقل ان يستمر موت الاطفال بسبب لسعات العقارب وكأن المغرب لا زال  في القرون الوسطى وفي ظل  عجز تام للدولة  بكل مؤسساتها امام حشرات سامة صغيرة”.

وطالب “عصبة وزان”،  وزارة الصحة بتوفير انتاج الامصال المضادة لسموم العقارب و الافاعي فورا عبر اعادة انتاج هذه الامصال من اجل حماية ارواح المواطنين المغاربة مع توفير الاحتياجات الضرورية للمستشفى الاقليمي بوزان ومنها غرفة الانعاش على اعتبار ان ساكنة اقليم وزان تعاني بشكل كبير من لسعات العقارب والأفاعي.

وأكد المكتب ان استمرار الوفيات بهذا الشكل المهول خصوصا لدى الاطفال ناتج بالأساس عن غياب الامصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي مند سنة  2003  التي كان ينتجها معهد باستور   وقامت  وزارة الصحة   بإيقاف انتاجها بدعوى عدم فعاليتها وكذلك لإعراضها الجانبية دون ايجاد الحلول البديلة من حماية ارواح المواطنين المغاربة، وأن ادعاءات وزارة الصحة ومعها الجهات التي اوقفت انتاج هذه الامصال ادعاءات ملتبسة ومظللة وكاذبة.

وأضافت العصبة، أن تقرير المجلس الاعلى للحسابات لسنة 2009 ربط بين ارتفاع نسبة الوفيات بسبب لسعات العقارب وتوقف انتاج الامصال سنة  2003 حيث انتقلت من 24 وحالة  وفاة الى 91 في ظرف سنة  اي سنة 2004، مشيرا إلى أن المركز الوطني لمحاربة التسممات سجل ارتفاع نسبة الوفيات من 2003 الى 2013 بسبب توقف انتاج الامصال حيث وصلت الى 634 حالة وفاة 90% من الاطفال اقل من 15 سنة.

وأشار البلاغ ذاته، أن منظمة الصحة العالمية اوصت سنة 2007 في مؤتمر دولي ان على جميع الدول المتضررة من تسممات العقارب و الافاعي عليها ان تنتج وتستعمل محليا الامصال المضادة لسم العقارب والأفاعي مع امكانية الدعم المالي و التقني، مضيفا أن جميع المختبرات الدولية اكدت فعالية هده الامصال لمعالجة سموم العقارب و الافاعي وأوصت بالاستمرار في انتاجها على اعتبار ان اكثر من 20 دولة تنتج هده الامصال التي تبقى فعالة في معالجة التسممات.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق