آخر

خواطر سدراوي: “خرجو من روندتكم”

 

كلمة عامية تستعمل كثيرا في مجتمعنا دلالة على ان تفصح عن خباياك و تبوح بما تخفي.

دولة الكابرانات فعلا دولة بلا مؤسسات، و لا عقلاء، تسير بالدمغي، كلمة اخرى عامية معناها انها تسير اعتباطا اي بدون مخططات و لا خرائط طريق.

لم يكونوا يعلمون ان قميص نهضة بركان، القميص البسيط الذي رخص له منذ شهر غشت ليكون قميص رسمي طيلة موسم كروي، سوف يكون القشة التي تقصم ظهر البعير، شنقريحة تبون.

القميص الذي جعل نظاما بأكمله يقف ضهره الى الحائط بلا مفر.

اصبح النظام الجزائري حبيس مخرج من ثلاثة، و كل مخرج يمر اما فوق النار او فوق المسامير الحادة او فوق اسلاك شائكة.

المخرج الاول: القبول به و الاعتراف بمغربية الصحراء

المخرج الثاني، عدم القبول به و بذلك تتدخل الدولة في الرياضة فالابعاد من المنافسات لمدة لا تقل عن السنتين

المخرج الثالث و هو التي اختارته الجزائر، و هو الاعتراف بانها طرف في النزاع حول الصحراء، و بالتالي الخروج من روندتها امام الامم المتحدة و القبول بالعودة الى الموائد المستديرة و القبول بالحوار.

المغرب لعبها صح و الجزائر بلعت الطعم و بكل سداجة، و اظهرت للعالم باكمله ان قوانينها الداخلية تعادي المغرب، و تجعل منها طرفا في الصراع حول الصحراء ، عكس ما تتفوه به و تقدم نفسها على انها طرف محايد.

فبعيدا عن لوائح الفيفا، و بالرجوع الى لوائح الكاف، نهضة بركان خرق بشكل واضح بندين في قانون كأس الكونفدرالية في آخر تحديث لقواعد هذه المسابقة بتاريخ 17 يوليوز 2019:

⁃ البند 6 من فصل الأقمصة يقول أن أي إشهار على القميص يجب أن يكون موافقا لتشريعات البلد المضيف.

⁃ البند 7 يجبر كل نادٍ على السفر بقميص ثان خال من الإشهار.

الا ان هاذين البندين في حد ذاتها يضعان النظام الجزائري في اكبر ورطة لم يعرفها منذ خمسين سنة:

ما هي قوانين البلد المضيف و هنا هي الجزائر فيما يتعلق بخريطة المغرب؟

هنا تعرفنا بما لا يقبل الشك ان قانون الجزائر لا يعترف بخريطة المغرب كاملة وًبالتالي يضع نفسه في مواجهة المغرب المباشرة و بالتالي الاعتراف بكونه طرف في الصراع و يجب ان يعودوا الى الموائد المستديرة.

الجزائر اليوم في مواجهة المغرب، الكاف، الفيفا، و الامم المتحدة، و كل هذا بسبب قميص نهضة بركان.

هل رأيتم دولة في العالم ينتصر عليها قميص؟

من جهة اخرى،

في تقرير دولي صادر عن “مركز بيغين-السادات للدراسات الاستراتيجية”، أنه في حالة نشوب حرب بين ⁧‫المغرب‬⁩ و ⁧‫الجزائر‬⁩، فإن واشنطن سترغب في تحقيق المغرب لانتصار سريع، لتفادي حرب مماثلة في أوكرانيا، على اعتبار أن الولايات المتحدة تعتبر المغرب شريكا حيويا في العديد من القضايا الأمنية والإقليمية.

‏كما أشار التقرير الى إن احتمال نشوب نزاع بين الجزائر والمغرب يمثل سيناريو مأساويا، قد يزيد من تفاقم الاضطرابات في الشمال الغربي، ويزيد من الفوضى العامة في المنطقة وهو ما لا ترغب فيه الولايات المتحدة.

‏تجدر الاشارة الى أن عدة تقارير اعلامية رجحت الى لجوء النظام الجزائري لمسألة تنامي الضغوط العدائية على الحدود الجزائرية أو أن البلاد مهددة ب الحرب، لتهيئة الرأي العام لتأجيل محتمل للانتخابات الرئاسية.

هنا تنطبق عليهم المقولة الشهيرة

خرجوا من روندتكم.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق