سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة

من يرخص لمسيري ملاعب القرب العمومية بطنجة لفرض أثمنة باهضة على شباب وأطفال المدينة؟

فيصل البقالي
فضاء فتحنا أعيننا لنجده فضاء للجميع! تنصلح أحواله حينا وتسوء حينا.. يكون منتزها رائعا حينا، ومطرحا للأزبال حينا، ولكنه لنا جميعا في كل الأحيان .. يبغي عليه بعض الشُّطّار حينا، ويرتدّون على أعقابهم حينا آخر، ولكن الكلمة لأبناء الحي، للجميع!! .. مؤخرا، بتنا نرى هناك ظاهرة ملاعب القرب التي بدأت بشكل جيد، فنظمت هذه الفضاءات، ودرأت عنها الفوضى والإهمال، وأحيت البطولات الكروية بين الأحياء وغيرها، لكننا لاحظنا أن هذه الظاهرة بدأت على ما يبدو تاخذ منحى ريعيا استفحل وفاحت روائحه.. باتت الفضاءات الرياضية العمومية والملاعب كلها مسيّجة، وعلى القيّمين عليها علامات البلطجة والربع، وأثمنة الاستغلال والاستفادة باهظة خصوصا بالنسبة للشباب.. وبات كل من مر من هناك من أبناء الحي يمتعض ويستاء، ولكن الأغلبية مشغولة، لا وقت لديها تضيّعه في شجار من أي نوع بله أن يتجه الواحد منا إلى أقسام الشرطة بله أن يتجه الى المقاطعات والبلديات.
منذ أيام طلب مني ولدي عشرين درهما ليلعب ساعة من كرة القدم.. قلت له: هل أنت من يجمع المساهمات؟ قال: لا بل هي مساهمتي وحدي..!! عشرون لاعبا في ساعة زمن تساوي أربعمائة درهم في فضاء يبدأ من السابعة صباحا ان لم يكن قبلها، الى الحادية عشرة ليلا ان لم يك بعدها!! أي ما يفوق ستة آلاف درهم يوميا تقريبا أي ما يقارب مائتي ألف درهم شهريا (عشرون مليون سنتيما).. وانظر عدد الملاعب في الفضاء الواحد والتي تتراوح بين الملعبين والخمسة وربما أكثر، لتجد نفسك أمام رقم يمشي عليك الخيزلى ويخبّ الهيذبى ..رقم زد عليه أو انقص منه قليلا فإنه يبقى رقما معتبرا .. وهو ما يدفع إلى التساؤل حول هذا “الاستثمار” خشية أن يكون “استعمارا” او “استحمارا” أو هما معا … رقم يمكن أن يقدم فرصا جيدة لأحياء هي في حاجة إلى تنمية حقيقية، ولساكنة هي في حاجة ماسة إلى الخدمات التي تحفظ كرامتها وتحسن ظروف عيشها !! ..
لعل من حقنا أن نتساءل عن هذه الرخص، كيف تعطى؟ ومتى تعطى؟ ولكم من الوقت؟ ومن يعطيها؟ ومن يستفيد؟ وكيف تنفق الأموال؟ وهل عليها ضرائب؟ فليس من المعقول أن الموظف المسكين تقتطع من راتبة نسب مئوية معتبرة، ومن يقف على جداول المال هذه التي لم يحفروها ولم يمدوا لها قناة ولم يرفعوا لها عمادا، فلا الأرض أرضهم ولا الفضاء فضاؤهم، يعودون في نهاية اليوم بقفة مملوءة من عرق الآباء والأمهات والرجال والنساء هكذا بدون حسيب ولا رقيب!! ولئن كان الأمر قانونيا وبلا غبار “كثيف” عليه فيا أنعم وأكرم، ولكن ليكن الأمر معلنا حتى لا يتوجس متوجس او يسيء الظن ظانّ…!! أما أن يمضي الواحد مشغولا مسرعا وهو إلى ذلك يكابد غصة في حلقه من فضائه الذي يسلب منه، وحقه يؤخذ نحتوعينيه وهو صامت لظروفه الضاغطة وأعصابه المنضغطة، فالأمر ليس مما يفيد في رسم الصورة التي نريدها لمجتمعنا.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق