ملاعب

هل تسببت المؤامرة في هزيمة المنتخب المغربي أمام الفرانسيس برسم نصف نهاية كأس العالم ؟

مقال رأي 

ما أشبه الأمس باليوم!

أنس لغريب 

سنة 2004 خسرنا نهائي كأس إفريقيا أمام تونس، بأداء أقل من أدائنا في باقي مقابلات الكان، فانطلق المحللون العباقرة الذي يكتشوف كل الحيل والمؤامرات والصفقات، فقالوا أننا لم نخسر، بل “أُخسِرنا”، لأن في الخفاء تمت صفقة بين المغرب وتونس بمقتضاها يفوزون هم بالبطولة بمقابل تصويتهم علينا لاستضافة كأس العالم 2006!

واليوم بدل القصة والسيناريو الواحد هناك قصص وسيناريوهات:

– النية كانت نهائي القرن بين ميسي ورونالدو لكن الخطة فشلت فاستشاط رئيس الفيفا انفنتينو غضبا، فبدل الوجهة إلى فرنسا دعما ومساندة.

– مؤامرة بمقتضاها منح المغرب “شرف” تنظيم كأس العالم للأندية (البطولة التي مالهاش ستين لازمة على قول المصريين).

– مؤامرة بمقتضاها تم إنعاش العلاقات بين المغرب وفرنسا (التأشيرات، العلاقات الديبلوماسية…).

وقالوا بأن دليل المؤامرة أو من أدلة المؤامرة:

1- منع الطائرات المغربية التي تقل المشجعين من الاقلاع في آخر لحظة!

2- أمير قطر لم يحضر المباراة على غير عادته.

3- لم يجلس أي من مسؤولينا في المنصة مع رئيس الفيفا أو رئيس فرنسا.

4- تم منحنا (شرف) تنظيم كأس العالم للأندية.

5- تم إنعاش العلاقات المغربية الفرنسية مباشرة بعد المباراة.

6- انظروا وجه الركراكي في اللقاء، كان شاحبا لأنه يعلم أن المباراة انتهت قبل ان تبدأ.

7- وليد الركراكي على غير عادته، دخل برسم تكتيكي مغاير عن باقي المباريات حتى يسهل المأمورية على فرنسا.

 

الآن، بالله عليكم:

1- منع الطائرات من الاقلاع!

وكأن صاحب هذا الدليل الدامغ نسى أو تناسى أن بعض مسؤولينا “داروا الشوهة” في قطر بسبب التذاكر كما صرح يوسف شيبو من هناك، فلماذا سيسمحون لمشجعين أن يأتوا لقطر والتذاكر لا توجد؟!

2- اما عن غياب أمير قطر!

وكأن الرجل لا يمرض أو ليست لديه مهام أولى من مباراتنا ضد فرنسا، هذا على احتمال أنه لم يحضر، لأنه لما كان يحضر لم يكن يجلس في المنصة مع رئيس الفيفا بل مع أسرته على ما أعتقد، وكانت الكاميرا تلتقط لقطاته وهو سعيد، فلم تلقط لقطات له في المباراة التي انهزمت فيها السعودية علي سبيل المثال (على ما أذكر).

3- قلتم لم يحضر أي مسؤول مغربي بالمنصة، جميل، هناك أمران، إما أن مسؤولينا كانوا طرفا في الصفقة (كما يقول البعض)، إذا كان أولى أن يحضروا في المنصة حتى يدرأوا عن أنفسهم تهمة أو شبهة كونهم حاكوا مؤامرة ضد منتخبهم الوطني!

أو أنهم علموا ان هناك مؤامرة ولكنهم لم يكونوا مشاركين فيها، فهنا السؤال لماذا لم يحتجوا أو يعترضوا ويغضحوا المستور؟!

4- اما عن منحنا (شرف) تنظيم كأس العالم للأندية، فهل هناك عاقل يفاضل بين أمرين بينهما بون شاسع، هذه بطولة كما يقول إخواننا المصريين “مالهاش ستين لازمة”.

5- اما حجة إنعاش علاقاتنا مع فرنسا، وإن صحت، ما علاقة الفيفا باتفاقنا معها؟!

ثم ألم نكن حسب ما يزعم أغلب المحللين في موقع قوة في هذه الازمة معهم، كما كنا في موقع قوة في الازمة مع ألمانيا وكذا إسبانيا، فلماذا نتنازل نحن؟ لماذا لا تتنازل فرنسا؟

وهل هذه الصفقة هي سبب إصابة سايس وتبديل أكرد المفاجئ دقائق قبل صافرة البداية؟!

6- من تحدث على وجه وليد الركراكي لا يشاهد الكرة أظن، وله أن يعود مثلا إلى نهائي 2011 بين البارسا واليونايتد ليرى وجه فيرجسون وكيف كان يرتعد أثناء اللقاء وكيف كان يبدو مشلولا لا حول له ولا قوة، هذا سلوك بشري طبيعي لا دخل للمؤامرات او الصفقات فيها!

7- لا والأغرب قولهم أن الركراكي غير الخطة حتى يسهل المهمة على فرنسا، توما ديروا النية وباراكا من الخرايف وبعدوا من السيد راه شريف.

لكن السؤال ألا يوجد أي تحيز؟!

في الغالب الحكام إراديا او لا إراديا يتحيزون إلى المنتخبات والفرق الكبيرة، وهذا نقاش يصاحب تقريبا كل مباراة طرفها أحد أقطاب الكرة العالمية، حتى في زمن الفار، وهذا يعرفه كل متابع لكرة القدم!

وفي كأس العالم هذا شاهدنا ضربة جزاء أجدها خيالية لرفاق ميسي ضد السعودية وأقرب إلى الخيالية ضد بولندا، وأخرى لرفاق رونالدو ضد غانا.

ولعله من الناحية التسويقية مباراة فرنسا ضد الأرجنتين أفضل من مباراة المغرب ضد الأرجنتين (وإن كان هذا الامر ليس حتميا لكون العالم تعاطف مع منتخبنا وبتنا محط اهتمام)، وقد يكون بناء عليه الفيفا تفضل هذه المباراة، وقد (وأقول وقد) تتدخل بشكل أو بآخر، إلا أن تدخلها لن يكون بتلك الطريقة الأسطورية التي يتم تصويرها من قبل البعض، كتدخل موسوليني لصالح بلاده إيطاليا في نهائي 1934 ضد تشيكوسلوفاكيا كما يحكون!

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق