طنجة أصيلةكوكتيل

أمام اجتياح وسائل الإعلام الجديدة، هل تختفي صناعة الإعلام ؟

في عصر شبكات التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية الجديدة، تواجه صناعة الإعلام، كما حددت معالمها قبل عقود من اليوم، تحولات عميقة تؤثر بشكل مباشر على أنماط العمل، بل تهدد بزوالها.

ثلة من المهنيين والمسؤولين بمؤسسات إعلامية وباحثين في الوسائط الإعلامية الجديدة أثاروا هذا التساؤل خلال جلسة نقاش حول موضوع “الإعلام في عصر الوسائط الجديدة”، أمس الأحد بطنجة، ضمن فعاليات المؤتمر الثاني للتكنولوجيا والابتكار “سايفاي إفريقيا 2019”.

ولاحظ المشاركون أن الصحافة، في ممارستها التقليدية، تعاني اليوم من صعوبات بسبب النماذج المهنية الجديدة التي فرضتها الشبكات الاجتماعية، التي يبدو أنها أحدثت تحولات جذرية في وسائل إنتاج ونشر واستهلاك المعلومات الخبرية، وبالتالي فقد يتم تجاوز مهمتها الأساسية المتمثلة في إخبار القراء.

وأعرب بعض المتدخلين عن الأسف للتحولات السلبية التي تشهدها المهنة “في سبيل هاجس زيادة عدد النقرات الذي يستحوذ على بعض مدعي الانتماء إلى الإعلام”، والذين يدوسون في الغالب على المبادئ الأخلاقية المتعارف عليها، كالدقة والمصداقية والنزاهة المفروضة في الصحافي المهني.

وحاول المتدخلون في الندوة الإجابة عن عدد من الإشكالات من قبيل كيفية التحرر من قيود الانترنت؟ وكيف السبيل إلى الحفاظ على الثبات الاقتصادي دون التأثر بالنماذج الجديدة للنجاح؟ وما هي الصيغة الأنسب التي تتيحها آفاق الانترنت لعكس اتجاه الرداءة؟ وهل من الضروري العودة إلى الأسباب المؤسسة للإعلام، أي تربية الجمهور ؟.

وسجلوا أن واحدة من بين أهم المزايا الكبرى لوسائط الإعلام التقليدي تتمثل في المصداقية، وهي ميزة لا يستهان بها في مواجهة هذا المد من الأخبار الزائفة التي صارت أقوى وأكثر جرأة على نحو متزايد.

واعتبر علي أصلان، مقدم نشرات أخبار، أن “المصداقية تبدو سلاحا فعالا بين أيدي صحافيي الإعلام التقليدي”، مضيفا أنه “إذا تمكنا من حسن استعماله لفضح الأكاذيب التي يطلقها مروجو الأخبار الزائفة، قد تكون لدينا فرصة أكيدة لاستعادة قسم مهم من الجمهور”.

من جانبها، نوهت شيترا سوبراناميام، صحفية هندية، أنه للقيام بذلك، من الضروري تجاوز، في حدود المعقول، المنطق الإحصائي الصرف الذي يحصر النجاح في عدد النقرات، مبرزة أنه بذلك يمكن، بل يتعين، على لإعلام أن يسترجع دوره الأساسي دون خشية التراجع.

وأشار مشاركون آخرون إلى أنه “عوض التركيز على ما يريده الجمهور”، من الأنسب الانطلاق من مسلمة أن “الصحافة تعتبر مرفقا عاما، وبالتالي الاهتمام بما يصب في مصلحة الجمهور، وهو ما من شأنه خدمة الصالح العام ورفاهية وسلامة كل أفراد المجتمع”.

كما تطرقت النقاشات إلى منافع الانترنت والشبكات الاجتماعية التي يمكنها، في حال حسن استغلالها، خدمة وسائط الإعلام التقليدي وفتح آفاق جديدة أمامها لم تكن متاحة لحد الساعة.

وشارك في مؤتمر “سايفاي إفريقيا” أزيد من 200 خبير من 64 بلدا لمناقشة الفرص الاقتصادية التي يتيحها العالم الرقمي بشكل يعزز قدرات الهند وإفريقيا على الاستفادة من التطور التكنولوجي وهيمنة الذكاء الصناعي وانتشار الروبوت لإعادة تشكيل وبناء المجتمعات، إلى جانب تطور السياسة بين الافتراضي والواقع، ومحاربة التطرف العنيف، ورقمنة الدولة الأمة، والهوية الإنسانية في عصر التدفقات الرقمية، وجيوسياسية تكنولوجيا “5 جي”، والصحافة في عصر الوسائط الإعلامية الجديدة.

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق