آخر

خواطر سدراوي: “التلاوة و القراءة”

الدكتور عزيز سدراوي

 

التلاوة و القراءة

قال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق

وقال العلي القدير: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

صدق الله العظيم.

اصطلاحا

القراءة تكون لحرف واحد او كلمة واحدة

اما التلاوة فلا تكون الا لكلمتين و اكثر.

من هنا يمكن استنتاج ان التلاوة ماهي الا نطق ما يرى بالعين و تحويله الى صوت تخرج منه جمل مفيدة و نص كامل، حتى نتمكن مثلا من تلاوة القرآن اثناء الصلاة او بعد الصلاة.

اما القراءة فتكون بتمعن و يكون الغرض منها الشرح المعمق، فنقول من خلال قراءتنا للنص نستخلص كذا وكذا، و من خلال القراءة يمكن للمشرع ان يهدف الى اشياء معينة لا الى اخرى.

على اي،

ان لم ابالغ فاكثرنا ان لم اقل كلنا نتلو القران و نتفنن في التلاوة بالترتيل و التجويد و حتى الغناء، اما القراءة فلم نقرأه ابدا.

اظن نفس الشيء ينطبق على اللوحات الفنية، فهناك من يشاهد( التلاوة) و من يفكك الالوان و تناسقها و تداخلها (القراءة).

ايضا في السينما و المسرح، على العموم في كل شيء في هاته الحياة، هناك من يتلو و فقط و هناك من يقرأ و يتعمق.

فمن يُرِد فهم الإسلام فليقرأ ويفهم أولا (مقارنة المذاهب)

ومن يُرِد فهم المذاهب فليقرأ ويفهم أولا (مقارنة الأديان)

ومن يُرِد أن يفهم الأديان فليقرأ ويفهم أولا في الفلسفة.

‏فهمك الفلسفي طريقك الأول لفهم الدين.

ومعيار الإنسانية والأخلاق والعقل يتشكل لديك إذا كنت مطلعا بشكل جيد على الآخر.

و اخيرا ‏لمن يقول أن التغيير سيحدث بعيدا عن السياسة.

‏اقول ان التنوير يلزمه حكام كما يلزمه مفكرين، الاعتماد فقط على الفكر في التغيير خطأ تزول آثاره الإيجابية مع عام واحد من الاستبداد.

بماذا تقتنع؟

بالحضارة الغربية؟

كاترين الثانية امبراطورة روسيا ( 1796)

‏وجوزيف الثاني ملك النمسا (1790)

‏وفريدريك الكبير ملك بروسيا (1786)

كل هؤلاء كانوا حكام تنويريين، وساهموا بجهودهم ونفوذهم في عصر الأنوار..

حتى في أمريكا حكام ووزراء كتوماس جيفرسون(1826) وبنيامين فرانكلين (1790) كانوا سياسيين وعلماء تنوير وفيزياء في نفس الوقت..

النهضة بدون السياسة لا تعني شيئا،

صحيح لابد من بناء قاعدة اجتماعية وتيار شعبي يؤمن بالتنوير والتغيير.لكن لابد معها من الاهتمام بالسياسة والتوفيق بين مصالح الناس وقناعاتهم الفكرية، وإلا لو حدث التعارض سيقدم الإنسان مصالحه ويهمل أفكاره.

وما تجارب انحطاط الأمم بفعل الاستبداد إلا خير دليل.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق