آخر

سدراوي يكتب.. التراث و الكلاسيك

تلقينا بغبطة و سرور، بل بافتخار و شموخ، نبأ إدراج “التبوريدة” كتراث إنساني لامادي لدى منظمة اليونيسكو، إذ بهذه البادرة نتمكن من صد باب المزايدة، نكون أيضا قد فتحنا الباب أمام نقاش محلي لطالما اتعبنا الخوض فيه.

لطالما اعتبر الكثير ممن يوصفون بالعصريين أو العصرانيين أن أكل الرفيسة « pas classe »، أو الذهاب لمشاهدة فن التبوريدة “رجعي”، أو التفرج على وصلة ل “الشيخات” غير أخلاقي، أو عدة أشياء أخرى تكون موروثنا الثقافي و الفكري و ثقل حضارتنا العريقة الراسخة و المتجدرة في تاريخنا الطويل.

إن الفرق بين الاستعراض و الأناقة، أنّ الثانية لا تُشترى، لذا يبدو البعض نشازا ، و هو يرتدي أغلى ثيابه ، لأنّ مظهره لا يشبه داخله.

‏هو في الواقع لا يحبّ ما يرتديه، بل يباهي به، و‏نحن لا نبدو جميلين إلاّ في الثوب الأقرب إلى حقيقتنا.

اليوم تأتي اليونسكو لتقول لنا جميعا أن التبوريدة « classe » وأكيد كذلك أكل الرفيسة و الوصلات الفنية للشيخات و كل ماهو تراث إنساني لامادي.

اليوم يجب علينا جميعا أن نتصالح مع أنفسنا أولا، ومع بعضنا البعض ثانيا، يجب أن نربي في أبنائنا ثقافة التسامح و ثقافة تقبل الآخر.

ابن رشد، المفكر و الفيلسوف الكبير، لم يخطئ عندما قال: “التجاهل يؤدي إلى الخوف، و الخوف يؤدي إلى الحقد، و الحقد يؤدي إلى العنف، هذه هي المعادلة”.

بالفعل فتجاهل مكون من مكونات المجتمع، يؤدي في آخر المطاف إلى العنف من طرف مؤيديه، كما أن التهكم و التنمر على هذا الموروث يؤدي الخوف منه ثم تركه و بالتالي إلى فقدان الهوية.

فشكرا لليونسكو على الخبر السار…

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق