كوكتيل

ضوء أحمر.. الحجر الصحي في رمضان : ضرورة دينية ودنيوية!

بقلم د. الشريف الرطيطبي

يعيش عموم المغاربة للمرة الثانية حجرا صحيا ليليا خلال شهر رمضان الكريم، بسبب جائحة كورونا. وهذا الإجراء الاحترازي له تداعيات سلبية -اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا- مؤكدة على معظم المواطنين.
ومن هنا بدأت الشكوى والتشكي من من القرار الذي اتخذته الحكومة. فالعديد من المواطنين يبحثون عن لقمة العيش في ليالي رمضان، لما تعرفه من رواج عام وفق التقاليد المغربية. وبالتالي يعد القرار سدا لهذا الباب في وجوههم! كما تعود المغاربة في ليالي رمضان الخروج لصلة الرحم والفطور الجماعي مع الأهل والأصدقاء، وهو أمر أصبح معلقا بسبب قرار الحجر الليلي!

وبما أن شهر رمضان يعرف أيضا بصلاة التراويح في أجواء روحانية في مختلف مساجد المملكة، فإن المغاربة سيحرمون منها ومن أجرها الجماعي بالمساجد.
وإذا كنا لن نتحدث عمن يتخذون من ليالي رمضان ” فرصة للتسكع “، وقد سدت أيضا الأبواب في هذا الشهر الفضيل في وجوههم، فإن السؤال الذي يطرح من طرف العديد من المواطنين، والبعض منهم قد لا يبحثون عن جوابه الحقيقي هو: ماقيمة كل ما ذكرناه أمام قيمة الحياة مقابل الموت؟
أليست الإجراءات الاحترازية، ومن ضمنها الحجر الليلي في رمضان، هدفها هو حماية أرواح المسلمين- وغير المسلمين- من الهلاك المبين؟ أليس كافيا خطر التجمعات بالنهار – في غياب احترام الإجراءات الوقائية من طرف العديد من المواطنين- ليضاف خطر التجمعات على طول الليل؟

ولكن كيف يمكن حل مشكل من يحرم من مصدر رزقه في ليالي رمضان؟ إن الجواب العملي يبقى عند الجهات المسؤولة من خلال الصندوق الوطني للتضامن ضد الجائحة. وعدم تفعيل تدخلات الصندوق يعني الحكم بالموت البطيء على شريحة مهمة من أبناء الوطن!
ويقوم التضامن الإجتماعي لمساعدة الفقراء والمحتاجين بدوره الأساسي في تفريج الكرب وإدخال الفرحة على أسر الفقراء والمحتاجين في الأيام العادية، فما بالك بظروف الجائحة!
وماذا عن حرمان عموم المصلين من صلاة التراويح في المساجد؟ الجواب هو أن الإسلام ينص على “درء الضرر قبل جلب المنفعة” و”النية أبلغ من العمل”. ومن هذا المنطلق الشرعي يمكن لأفراد الأسرة الواحدة القيام بصلوات التراويح بالمنزل في ظل الظروف الطارئة.
ومن المعلوم أن المجلس العلمي الأعلى بالمملكة وكل له النظر في كل القضايا الطارئة من منظور شرعي. ولا يمكن لأية حكومة مغربية أخذ القرارات التي لها علاقة بمقدسات البلاد، وفي مقدمتها الدين الإسلامي، قبل التشاور مع المجلس المعني.

لكل هذه الأسباب يبقى في تقديرنا أن الحجر الرمضاني الليلي – بسبب الجائحة- هو ضرورة دينية ودنيوية. ولكم واسع النظر. الله المعين.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق