مقالات الرأي

اتحاد طنجة ، إمكانيات هائلة و تسيير كارثي

الصادق بنعلال

نود في البداية أن نهنئ الناديين الوطنيين لكرة القدم النهضة البركانية و حسنية أكادير على فوزهما العريض و المشرف ، و نتمنى تفوقا آخر للرجاء و الوداد البيضاويين من أجل تمثيل الرياضة المغربية في المحافل الإفريقية . أما مساهمة الاتحاد الرياضي لطنجة فلم نكن ننتظر منها أن تذهب بعيدا ، خاصة و نحن ندرك الأخطاء القاتلة التي سقط فيها ببلادة مسيروه ، الذين فشلوا في تدبير شؤونه ، و حولوه من مجوعة صلبة أحرزت درع البطولة عن جدارة و استحقاق ، إلى مجرد بطل من ورق ، بعد أن تم إفراغه من قواه الحية : لاعبين أكفاء و إطار وطني اجتهد طويلا لضمان التألق ، ليجد نفسه مطرودا شر طردة .

لقد أصبح فارس البوغاز نموذجا للنادي الكروي الفاشل العاجز عن تحقيق فوز واحد في ثلاث عشرة مقابلة و على أرضية ملعبه ، و أضحى مثالا معبرا عن العقم التهديفي ، و التخبط في جبهة الدفاع المهزوز و الوسط المترهل و الهجوم المستتر ، و الغريب أن اللاعبين الذين يؤدون بحرفية مقبولة كلهم من أبناء المدينة ، أما الآخرون فطاعنون في السن و منتهو الصلاحية ، و قد تم انتدابهم بعشوائية منقطعة النظير ، و دون أي رؤية رياضية وازنة و مدروسة . و الحصيلة خروج مبكر و مذل للاتحاد من كأس العرش و دوري أبطال إفريقيا و الكونفدرالية الإفريقية ، و لم يبق أمامه سوى اللعب من أجل ” البقاء ” في القسم الوطني الأول .

في ” ظهور ” صحفي أخير عبر رئيس مكتب النادي عن ” استعداده ” لتلبية رغبة الجماهير التي تطالبه بالاستقالة ، لكنه عبر في نفس السياق عن ” انشغاله ” الكبير بما بعد الاستقالة ، و أضاف السيد الرئيس أن الظرفية الصعبة التي يمر منها النادي لا تستدعي تركه ” للفراغ ” .. و الحقيقة أن معظم المسؤولين الرياضيين المغاربة يعيدون هذه الأسطوانة الرديئة ، و المتمثلة في ” استحالة الاستقالة ” دون أن يكون هناك ” بديل ” مناسب ! الآن جل المعنيين بالشأن الرياضي الجهوي و الطنجوي على وجه التحديد ، من جماهير و رجال إعلام و رياضيين سابقين و القوى الحية في المدينة ، يجمعون على حتمية استقالة المكتب المسير ، لأنه فشل و ” ببراعة ” في الدفاع عن مكانة مدينة طنجة و تطلعها لما تطمح إليه من أهداف تنموية مشروعة ، و نجح في تمريغ صورة الكرة المحلية في التراب ، خاصة بعد إقصائه السابق من قبل فريق جزائري مغمور ، و سقوطه أمام نادي الزمالك الذي لا يتمتع بمقومات الفريق الكروي الكبير .

و جملة القول لا يسعنا إلا أن نضم صوتنا إلى صوت الجماهير الرياضية العظيمة ، و نطالب بالاستقالة غير المشروطة و النهائية لأعضاء المكتب الكارثي ، و الدعوة إلى تشكيل مكتب تدبيري جديد بدماء جديدة ، و سياسة كروية راجحة و مسؤولة ، لتهيئة ناد يرقى لأحلام الساكنة ، بعيدا عن الارتجالية و العشوائية و القرارات الطائشة ، خاصة و أن فارس البوغاز هو مِلْكُ مدينة سكانُها يتجاوزون المليون نسمة ، و جماهير يتمناها كل فريق حسب تعبير المدرب الوطني محمد فاخر ، و ملعب بمثابة تحفة رياضية بالغة الجمال ، و إمكانيات مادية محترمة لا تتوفر عليها فرق مغربية مرجعية .

 

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق