مقالات الرأي

ابراهيم فنزاوي :هل يعقل أن يجمع نواب الأمة أغلبية و معارضة على ضلال في قضية الأساتذة المتدربين!!…

اليوم و قد اجمع نواب الأمة -و ناذرا ما يحصل الإجماع-   أغلبية و معارضة   على عدالة  قضية الأساتذة المتدربين  إذ اعتبروها قضية وطنية  و ما لحق الأساتذة المتدربين ظلما و جورا  و استنكروا بشدة التعنيف و التنكيل الذي لحق بهم في خرق غير مبرر للدستور الذي يقر بمبدأ التشاركية خصوصا إن تعلق الأمر بقضايا وطنية مصيرية كالتعليم و هو ما لم يحصل في قضية المرسومين  و كذالك الحق في الاحتجاج و التظاهر السلمي الذي قوبل تدخلات اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها بربرية و نكوصية أمام تعبير سلمي عن حق دستوري في الاحتجاج والرفض  … و استنكرت كل الفرق النيابية غياب أي مبادرة حقيقة  من طرف الحكومة لإيجاد حلول منصفة و عادلة لطي الملف خصوصا و أن الخصاص المهول في القطاع لا يحتمل الدخول في مزيد  المتاهات و هو القطاع الذي هو قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس !

لقد طالب بل توسل و ناشد نواب الأمة و هم الذين يمارسون حقهم الدستوري في الرقابة على العمل الحكومي  -و في بلداننا المتشدقة بالديمقراطية فقط يتوسل نواب الشعب من  الحكومة –  تفتح باب الحوار أمام الأساتذة المضربين لإيجاد حلول منصفة و عادلة  لتجنب مزيد من إهدار الوقت و الطاقات  في ظل التعنت الغير المبرر من طرف الحكومة  و عدم فتح قنوات الحوار افقأ لحل ينهي الأزمة .

عندما يصرخ رئيس الفريق النيابي الاغلبي الحاكم بأن الأساتذة المتدربين ليسوا قانونيا معنيين بالمرسومين إذ التحقوا بالمراكز في الخامس من أكتوبر بينما المرسومين ثم نشرهما بالجريدة الرسمية في الثامن منه و معنى هذا ان المرسومين غير قانونية  و الطالب في السنة الاولى في الحقوق يعرف أن القوانين لا تمتلك فعاليتها إلا بعد أن تنشر في الجريدة الرسمية و القوانين لا يمكن ان تطبق على ما سبق صدورها بأثر رجعي و هذا يكشف بالملموس ما في هذه المراسيم من “فساد” قانوني …

لكن بن كيران و تقنقراطه بلمخطار  يأبى إلا أن يستمر في التجاهل  بسياسة النعام و حشر  الرأس في الرمال فيخرج مرة متضامنا و تارة أخرى مهددا ومتوعدا ملوحا بسنة بيضاء و بفقدان الوظيفة …  في ظل غياب أي مبادرة أو أي حوار مسؤول ينصف أساتذة الغد الغاضبين المنتفضين و يعيد لهم حقهم المهضوم .

إن منهج بن كيران في السياسة هو الإصلاح من داخل المؤسسات و أيضا غالبا ما يردد بن  عبارة له أصبحت موتورة و هي انه لم يأت بالأزمة و إنما هي ما جاءت به نفس الشيء يقوله له  الأساتذة المتدربين و هو أنهم ليسوا  وراء أزمة التعليم و  المسؤولين عن عشرات السنوات من التدبير الكارثي لهذا القطاع  بل الأزمة هي ما جاءت بهم أيضا و لن يقبلوا أن يكونوا ضحايا لازمات لا ناقة لهم فيها و لا جمل و شماعات يعلق عليها فشل الدولة في تدبير هذا القطاع   فهم إنما هم     أطرا مستقبلية لابد ان  تشكل حلا حقيقيا  لهذه الأزمة  لا أزمة أخرى تضاف لازمات لا تنتهي في هذا القطاع و بالتالي فمن جاء بالازمة هو من يجب ان يجد لها حلا  كما أن نضالات الأساتذة المتدربين لا تغدوا أن تكون إلا تطبيقا لرؤية بن كيران في الإصلاح من داخل دهاليز المؤسسات بعد نجاحهم بجدارة  في الاستحقاقات الامتحانية الأخيرة في مختلف أطوارها الانتقائية ,الكتابية فالشفوية في دورة  اكتوبر الماضية   !!

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق