اقتصادالمضيق الفنيدقتطوانسلايدر الرئيسية

لخلق بديل للتهريب المعيشي.. مشاريع تنموية جديدة بتطوان والمضيق الفنيدق خلال سنة 2021

(بقلم سناء الوهابي)

شهد إقليم تطوان وعمالة المضيق الفنيدق، خلال سنة 2021، دينامية تنموية جديدة بفضل مختلف البرامج والمشاريع والتدابير المتخذة بهدف تشجيع خلق فرص الشغل وتحسين الوضعية الاجتماعية للساكنة المحلية.

وتتواصل على قدم وساق عملية تطوير العديد من الحلول والأنشطة الاقتصادية بديلة، من خلال إطلاق البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان الرامي إلى إطلاق مشاريع واعتماد إجراءات عملية من شأنها المساهمة في خلق فرص الشغل وتوفير المواكبة والتمويل الضروريين لحاملي المشاريع، فضلا عن تشجيع المستثمرين على ضمان التمويلات الجزئية للعقار، وتأطير وتكوين المستخدمين.

وقد خ صص للبرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان، الذي انطلق بشكل فعلي في مارس من عام 2020، غلاف مالي بقيمة تصل إلى 400 مليون درهم، تمت تعبئته في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال.

وتنقسم المشاريع المسطرة ضمن هذا البرنامج إلى ثلاثة محاور أساسية تتمثل في إحداث منطقة للأنشطة الاقتصادية بتراب جماعة الفنيدق، وبلورة آلية للتحفيز المالي لجلب الاستثمارات بمنطقتي الأنشطة الاقتصادية “تطوان بارك” و”تطوان شور”، وخلق مبادرات اقتصادية تحفيزية لمواكبة النسيج المقاولاتي في إطار مهيكل وتحسين قابلية النساء والشباب لولوج سوق الشغل.

ومن بين المبادرات الواعدة التي تم إطلاقها ثمة برنامج “جهات ناهضة”، الذي يشكل موضوع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة ووزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، ويروم دعم تأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات.

ويستهدف هذا البرنامج، الذي يشكل التفعيل المحلي لمحاور البرنامج الوطني للتمكين الاقتصادي للنساء والفتيات، والنهوض بحقوقهن الاقتصادية والاجتماعية، في مرحلته الأولى، النساء والفتيات حاملات المشاريع وأفكار المشاريع القابلة للإنجاز في مختلف المجالات الاقتصادية الواعدة على مستوى تراب عمالة المضيق – الفنيدق وإقليم تطوان.

وحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة تطوان، فقد تم حتى الآن برمجة 50 مشروعا على مستوى الإقليم في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان، أنجز من ضمنها 25 مشروعا، بغلاف مالي إجمالي يناهز 3 ملايين درهم.

ويتعلق الأمر أيضا ببرنامج المبادرات الاقتصادية المندمجة لعمالة المضيق الفنيدق للفترة 2021-2023، الذي يروم تعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب من خلال تمويل مشاريعهم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع القطاعات الوزارية المعنية، والهيئات المنتخبة، والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، بغاية الإسهام في خلق الثروة وإحداث فرص الشغل.

ويطمح هذا البرنامج، الذي يندرج ضمن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان، إلى إحداث صندوق مشترك سيعهد بتسييره إلى مؤسسة المبادرة للشباب والمقاولة، لدعم المشاريع المنتقاة بغلاف مالي إجمالي يناهز 30 مليون درهم، ضمنها 5ر10 ملايين درهم ستتم تعبئتها من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وستخصص للتمويل المباشر للمقاولات.

كما تشمل الجهود المبذولة لتعزيز إدماج الشباب في التنمية المستدامة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، أيضا، تنفيذ برامج “الإدماج عبر الأنشطة الاقتصادية لسنة 2021″، و”تأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء”، و”الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”.

وبخصوص برنامج التمكين الاقتصادي للنساء بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، الذي خصص له غلاف إجمالي يقدر ب 12 مليون درهم، فقد تم إطلاقه في إطار تجربة رائدة، بعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان، وجار تعميمه بباقي أقاليم وعمالات الجهة.

ويروم هذا البرنامج، الذي تم إطلاقه في إطر شراكة بين مجلس الجهة ووزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، توفير تكوينات حول إنشاء وتطوير المقاولات وورشات لفائدة المستفيدات من أجل التحضير لمشاريعهن، ومواكبتهن أثناء فترة إنشاء وتطوير المقاولة، ودعمهن ماليا خلال عملية إطلاق مشاريعهن الفردية أو الجماعية.

وأفاد المركز الجهوي للاستثمار بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة بان عدد المستفيدات من هذا البرنامج بلغ 101 مستفيدة بالمضيق الفنيدق بغلاف مالي يناهز 4ر2 مليون درهم، و11 مستفيدة بتطوان بغلاف يناهز 5ر0 مليون درهم.

وبخصوص برنامج الإدماج عبر الأنشطة الاقتصادية، الذي رصد له غلاف مالي يناهز 10 ملايين درهم، أوضح المركز الجهوي للاستثمار أنه مكن من تمويل 63 مشروعا سنة 2021 بغلاف إجمالي يناهز 7ر6 مليون درهم بالنسبة لعمالة المضيق الفنيدق، مسجلا أن البرنامج يهدف إلى مواكبة المقاولات الصغيرة جدا في خلق وتطوير أنشطتها الاقتصادية ، وتوفير التجهيزات المهنية الضرورية لخلق وتطوير الأنشطة المقاولاتية، وضمان مواكبة وتكوين وخدمات الاستشارة لفائدة حاملي المشاريع، والأشخاص الراغبين في خلق او تطوير مقاولات صغيرة جدا والمقاولين الذاتيين والتعاونيات.

من هذا المنطلق، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، أضحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحدى البرامج المتميزة لإدماج الشباب في سيرورة التنمية المحلية والوطنية، ونموذجا للتنمية المندمجة بفضل جعل هذه الفئة المجتمعية في طليعة اهتمامات برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي حرصت على استثمار قدرات الشباب وطاقاتهم الإبداعية في تعزيز الدينامية الاقتصادية وتحقيق التنمية المحلية المنشودة.

وقد بدأت الآثار الإيجابية لهذه البرامج تظهر على أرض الواقع ويتوقع أن تتواصل على المدى المتوسط، على اعتبار أن هذه البرامج الواعدة مكنت، حتى الآن، من تمويل أزيد من 298 مشروعا، بغلاف مالي إجمالي يفوق 13 مليون درهم.

وفي نفس الإطار، تم إحداث منصة للمبادرات الاقتصادية المندمجة بمدينة الفنيدق لتوجيه وتقديم الاستشارات التقنية للمستفيدين.

وستتعزز هذه البنية، التي فتحت أبوابها في بداية شهر فبراير الماضي، قريبا بمنصتين جديدتين بكل من مدينتي المضيق ومرتيل، وذلك في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18و45 سنة.

وستشكل هذه المنصات ملتقى للتفاعل بين مختلف الآليات المعتمدة من طرف المتدخلين المتخصصين العاملين في مجال إدماج الشباب، كما تمثل إجابة واقعية لانتظارات هذه الفئة خصوصا في ظل ما تعانيه هذه المنطقة من صعوبات مالية بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).

ويستفيد الشباب حاملو المشاريع، من خلال هذه المنصات، من عدة خدمات كالتوجيه والتكوين وتقوية القدرات والتمويل، بالإضافة إلى التشجيع على إحداث المقاولات الذاتية والولوج إلى المعلومة.

وقد تعززت هذه الدينامية التنموية بإعطاء انطلاقة أشغال إنجاز منطقة الأنشطة الاقتصادية للفنيدق في شهر يونيو الماضي، والتي ستخصص للتجارة والصناعات التحويلية الخفيفة.

ويتعلق الأمر بأشغال إنجاز شطر أول يمتد على 10 هكتارات من مشروع ينتظر أن يمتد على مساحة إجمالية تناهز 90 هكتارا.

وسيساهم هذا المشروع، الذي تسهر وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال على تنفيذ الأشغال الخاصة به، وأسندت مهمة المكلف بالأشغال المفوض للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، في توفير بدائل مدعومة بإنشاء منصة لنقل السلع القادمة من مدينة سبتة عبر ميناء طنجة المتوسط.

وينضاف هذا المشروع المهيكل إلى المنصتين الصناعيتين “تطوان بارك”، و”تطوان شور” اللتين تشكلان إطارين مهمين للتنمية الاقتصادية لمدينة تطوان والمناطق المجاورة لها، ما سيمكن من تعزيز موقع المنطقة كقطب متميز للتنمية الاقتصادية، يوفر العديد من المزايا للاستثمار.

كما عرفت الجهة أيضا إطلاق مشروع منفذ للتسويق، وذلك على غرار منافذ التسويق الدولية، حيث سيوفر هذا المشروع تجربة جديدة للتسويق بشمال المملكة، من خلال استقرار العلامات التجارية العالمية للملابس والإكسيسوارات.

فقط شرعت طنجة المتوسط للمناطق (Tanger Med Zones)، فرع مجموعة طنجة المتوسط، في إطار مهامها القائمة على تجهيز مناطق الأنشطة وتنميتها، مؤخرا، في تجهيز المنطقة التجارية الجديدة الواقعة بين مدينتي تطوان والمضيق على مستوى الرأس الأسود، وذلك على مساحة 70 هكتارا. حيث من المقرر تسليم الشطر الأول ، البالغ مساحته 30 هكتارا ، خلال شهر أبريل من سنة 2022.

وقد تم تخصيص 10 هكتارات كمساحة مركزية للمنطقة التجارية الجديدة لإنشاء مشروع منفذ للتسويق، قابلة للتوسعة إلى 20 هكتارا، مخصصة للتجارة الموجهة للعموم.

ويهدف هذا المشروع أيضا إلى دعم النشاط السياحي من خلال إنشاء وجهة للتسوق والترفيه، قادرة على التخفيف من الطابع الموسمي للجهة واستكمال توجهها السياحي.

والأكيد أن هذه البرامج والمشاريع الواعدة ستساهم، من دون أدنى شك، في دعم وتوجيه المبادرة الخاصة، والنهوض بريادة الأعمال ومواكبة وتوجيه المقاولات الصاعدة نحو أنشطة منتجة وإدماجها في النسيج الإنتاجي المحلي، وذلك بغاية تعزيز الإقلاع الاقتصادي والنهوض بالتشغيل بإقليم تطوان وعمالة المضيق الفنيدق.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق