سياسة
جبرون يدعو “البيجيدي” للتراجع التكتيكي في 7 أكتوبر وعدم مجابهة “المخزن”
دعا الباحث والكاتب امحمد جبرون حزب العدالة والتنمية إلى الخروج من ثنائية الفساد والاستبداد إلى أطروحة حول “النموذج الاجتماعي والاقتصادي”، يستفيد فيها الحزب مما راكمه من خبرة على مستوى التدبير الحكومي، خلال الاستحقاق الانتخابي لـ7 أكتوبر المقبل.
وفي تدوينة مثيرة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، طالب جبرون، بتجنب الدخول في مجابهة مع “التحكم” الذي هو اسم آخر للمخزن، والقيام بتراجع تكتيكي خلال الانتخابات المقبلة، حفاظا على مسار الانتقال الديمقراطي.
واعتبر جبرون أن تركيز بعض قيادات حزب المصباح على نتائج الانتخابات المقبلة “فيه نوع من سوء تقدير فمسار الإصلاح طويل ومعقد، والانتخابات هي لحظة من لحظاته وليست كل لحظاته، فعدم تحقيق حزب العدالة والتنمية لنتائج جيدة في الانتخابات القادمة لا يعني نهاية مشروع الإصلاح في ظل الاستقرار”.
وفي ما يلي النص الكامل لتدوينة جبرون:
“تغريدة خارج السرب إلى من يهمه الأمر
لاحظت على خطاب عدد من قادة حزب العدالة والتنمية خلال الشهور القليلة الماضية تحولا نوعيا غير إيجابي في نظري، ويمكن إجمال هذه الملاحظات فيما يلي:
– الانشغال غير المتوازن بالتحكم ومواجهة ممثليه السياسيين بكل شجاعة وصلافة، وهذا أمر من حيث المبدأ مفهوم وشرعي، غير أن غير المفهوم هو أن التحكم ما هو إلا مرادف سياسي جديد بلمسة “بجيدية” لما كان يعبر عنه سابقا بالمخزن، ولهذا إذا أردت أن أصوغ هذا الانشغال بعبارة أخرى، أمكن ذلك بالقول “ان حزب العدالة والتنمية بعد ما حقق من تقدم أصبح وجها لوجه مع المخزن”، لعل هذا التعبير قد بلفت انتباه من يهمه الأمر إلى خطورة هذا التحول غير المتحكم فيه؛
– إن الديمقراطية أو الانتقال الديمقراطي ليس مسؤولية حزب العدالة والتنمية وحده، فإذا كانت النخب السياسية المغربية وفئة عريضة من الشعب المغربي غير مستعدة لهذا الانتقال ثقافيا وسياسيا، فلا معنى لمعركة كبيرة بحجم الانتقال الديمقراطي في غياب سند من النخب والمواطن، وما ألاحظه اليوم هو أن حزب العدالة والتنمية يتجه شيئا فشيئا لنوع من “العزلة الديمقراطية” بحيث لا يكاد يجد من يشاركه الطموح (معركة العتبة الانتخابية وغيرها)؛
– مصيرية الانتخابات القادمة، يروج كثير من قادة الحزب أن الانتخابات القادمة مصيرية فيما يتعلق بمستقبل الإصلاح، وهذا الأمر في نظري فيه نوع من سوء تقدير فمسار الإصلاح طويل ومعقد، والانتخابات هي لحظة من لحظاته وليست كل لحظاته، فعدم تحقيق حزب العدالة والتنمية لنتائج جيدة في الانتخابات القادمة لا يعني نهاية مشروع الإصلاح في ظل الاستقرار، ولهذا يجب عدم رهن مستقبل الإصلاح بانتخابات السابع من أكتوبر؛
– قوة حزب العدالة والتنمية واستقراره التنظيمي، صحيح إن حزب العدالة والتنمية هو أكثر الأحزاب المغربية استقرارا وانضباطا.. إلخ، لكن ليعلم الجميع أن الموجة السياسية التي حملته للحكم وتسيير كبريات المدن المغربية كانت أكبر بكثير من إمكاناته البشرية وتتجاوز مخزونه من النخب، ومن ثم الإلحاح والإصرار على ربح مواقع جديدة سيغذي عوامل الاختلال داخل الحزب، وسينال من صلابته، ولهذا إذا كان حزب العدالة والتنمية يريد – حقيقة – كسب رهان المستقبل، فليفكر في التراجع التكتيكي المحدود في السابع من أكتوبر وليس العكس.
– أخيرا، إن انتخابات السابع من أكتوبر تحتاج أكثر من الانتخابات السابقة (2011) إلى أطروحة سياسية، لأن أطروحة التحكم/المخزن لم تعد ملهمة ومنتجة للسياسات التي يحتاجها مغرب المستقبل، فالحاجة ماسة إلى الخروج من ثنائية الفساد والاستبداد إلى أطروحة حول “النموذج الاجتماعي والاقتصادي” أطروحة تستفيد مما راكمه الحزب من خبرة على مستوى التدبير الحكومي.”