اقتصاد

أستاذ جامعي ينبه لخطورة وقف الإنتاج بمصنع “رونو-طنجة” على الاقتصاد الوطني

 الدكتور زين العابدين الحسيني.. أستاذ جامعي، و مستشار بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة 

عندما صرَّح Bruno LE MAIRE وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي (منذ حوالي أسبوعين) ،أن شركة Renault-Nissan توشك أن تختفي ! وبعد أن بدأت الشركة في إغلاق العديد من فروعها وتسريح جانب من عمالها، في عديد من فروعها بدءاً من أوروبا (كاطالونيا/اسبانيا) وانتهاءً بأمريكا اللاتينية ، فإن الدول التي تستضيف فروعاً للشركة وضعت يدها على قلبها وأضحت حكوماتها تتوجس مما يمكن أن يصيبها إذا ما أقبلت الشركة على قرار وقف الإنتاج أو التسريح الكلي أو الجزئي للمستخدمين ، وهو ما يعني “خراب بيوت” الكثير من الأسر، ناهيك عن الأضرار البليغة التي يمكن أن تصيب الاقتصاد الوطني جراء ارتفاع منسوب البطالة وسط الشباب، وانخفاض مداخيل الصادرات.
في بلدنا -والحمد لله- قررت الشركة استئناف الإنتاج ، بعد توقف كانت تؤدي فيه رواتب عمالها كاملة دون إحالة أي منهم على الضمان الاجتماعي ، وهو أمر لم تقم به الشركة لسواد عيوننا ، وإنما لاقتناعها بكون مصلحتها تقتضي ذل
المهم في الأمر ، أننا تمكننا من إنقاذ مناصب شغل ، نحن في أمس الحاجة إليها ومداخيل مالية هي أعز ما يطلب في ظل هذه الجائحة ، غير أنه وبكل أسف ، لوحظ وجود حملة إعلامية و “زنقوية” واسعة ضد الشركة تتهمها بالتسبب في الإصابات التي سجلت في صفوف بعض العمال وأسرهم ، انبرى لها ولتكذيبها عمال الشركة قبل غيرهم وهو ما يستدعي تسجيل بعض التوضيحات والتنبيهات، تتطلبها قواعد الموضوعية والمسؤولية والإنصاف، دون أن أنصب نفسي محامياً مدافعا عن أي كان لانتفاء وجود أي مصلحة لي في هذا الشأن ، غير مصير أبنائنا وبناتنا العاملين في هذه المؤسسة، ولذلك أريد أن أنبه إلى ما يلي :

1- هذه الشركة تشغل أزيد من 700 عامل وعاملة من أبناء المغاربة المقيمين في إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق .
2- إن الاحتياطات الوقائية المعتمدة من طرف الشركة والتي يتحدث عنها العمال تستجيب لكل المعايير والترتيبات الوطنية والدولية المعتمدة في هذا الإطار وتزيد عليها مراقبة الحرارة على متن السيارات التي تنقلهم من وإلى مقر العمل .
3- إن هؤلاء العمال لا يقيمون بشكل مستمر في المعمل أو ينامون به ! وإنما يغادرون إلى مقرات إقامتهم حيث يخالطون أسرهم وأصدقاءهم والمرتفقين في مختلف المرافق العمومية والأسواق ، ولذلك فليس ضرورياً أن تكون العدوى في اتجاه واحد، بمعنى أن تخرج من المعمل وجوباً وتصدر إلى خارجه كما يحدث بالنسبة للسيارات التي يصنعها، بحيث يبقى وارداً محتملاً إدخال الكوفيد وتوزيعه داخل المعمل من طرف القادمين إليه من خارجه، خصوصاً مع انتفاء وجود الأعراض.
4- إن التوسع الحاصل في عدد التحاليل التي تنجزها المختبرات الوطنية والتي تناهز ال 20.000 يوميا يتيح رصد الإصابات المؤكدة لدى المخالطين بشكل يرفع نسبة الإصابات في محيط العمال، دون أن يكون لبنية العمل يد في ذلك.
وبعد، فلست “avocat du diable”، وإنما هي توضيحات موضوعية ، أردت من خلالها ثني بعض من تغيب عنه المعلومة أويغيبها عمداً، عن القيام ببعض الحركات البهلوانية ، التي قد تكلفنا الشئ الكثير، نحن في غنى عنها، ولكون ذلك يدخل ضمن ما يسميه جيراننا القشتاليون :”escupir en el cielo “، وبه وجب التنبيه.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق