سياسة
بالوثائق.. فضيحة استغلال العماري أموال دعم الأندية الرياضية لأغراض انتخابية
ظل دعم الفرق الرياضية من طرف الجماعات الترابية دائما محل شكوك تثار حول استغلالها من طرف بعض المنتخبين في حملاتهم الانتخابية، كلما اقترب موعد الانتخابات، لكسب بعض الأصوات وكذا من أجل المحافظة على تماسك تحالفاتهم الانتخابية، وهو الأمر الذي بدت آثاره واضحة في طنجة، بالعودة إلى وثائق توزيع الدعم على الفرق الرياضية، خلال السنتين الأخيرتين والسنة الحالية.
الوثائق التي تمكن “شمالي” من الحصول عليها، ليضعها بين يدي القارئ من خلال هذا التحقيق، تبين كيفية منح الدعم للفرق الرياضية بطنجة لسنة 2015 والذي صرف بقرار من العمدة السابق فؤاد العماري، قبل الانتخابات الجماعية والجهوية، التي أجريت يوم 4 شتنبر الماضي، ومدى استغلاله لدعم جماعة طنجة للفرق الرياضية في حملته الانتخابية، مما أثر على عدد كبير من الفرق الرياضية التي لم تستفد من هذا الدعم والمقدر أكثر من 30 فريقا بالمدينة، الأمر الذي ساهم في تعثر مسارها الرياضي، خصوصا بالنسبة لبعض الفرق التي تمارس في بطولات وطنية وجهوية مختلفة.
ما قبل الحسابات الانتخابية
جاء في تقرير حول صرف الدعم المخصص للفرق الرياضية لقسم التنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية بمجلس مدينة طنجة، أن المنحة المخصصة لدعم الفرق الرياضية خاصة منها المنضوية تحت لواء عصبة الشمال لكرة القدم، قد تم بشكل عادي ومنتظم إلى غاية سنة 2014، حيث استفادت منه الفرق المعنية، دون دخول في حسابات انتخابية، بشكل ظاهر على الأقل.
الدعم الذي خصصته الجماعة للفرق الرياضية بلغ خلال هذه السنة 150 مليون سنتيم، تم توزيعها على ما يناهز 50 فريقا، كما تظهر مجموعة الوثائق التالية، وكانت المبالغ التي قدمت لدعم الفرق تتراوح بين 10 آلاف درهم و65 ألف درهم، بناء على طبيعة الفريق الرياضي والمستوى الذي يمارس فيه.
حسابات الانتخابات تقلب المعادلات
عرف الدعم الممنوح من طرف الجماعة لفائدة الفرق الرياضية المحلية سنة 2015 تطورا ملموسا، بزيادة بلغت الثلث عن السنة السابقة، ووصلت إلى 200 مليون سنتيم، تم تحويله بقرار من رئيس المجلس الجماعي السابق، الذي كان يترأسه فؤاد العماري المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك لبعض الفرق الرياضية، التي لم يتجاوز عددها 6 أندية فقط تقاسمت كعكعة الدعم السخية، بدل 50 ناديا.
نوايا الدعم الذي أشر عليه العماري بدت واضحة من خلال أسماء الفرق التي جرى دعمها، والتي يميل مسؤولوها بشكل واضح لحزب الجرار، مما يكشف سبب تخصيصها دون غيرها بمنح وصل بعضها إلى 100 مليون سنتيم، من أجل استغالالها بالانتخابات الجماعية والجهوية، وخصوصا الأندية التي تعمل ضمن تراب مقاطعة مغوغة التي اختارها العماري للترشح في الانتخابات، وكذا حرصا منه على كسب ود حلفائه السابقين، وذلك ما يتبين من خلال النوادي التي تم دعمها ومن أبرزهم ال بوهريز الذين يترأسون نادي الغولف الملكي، وقد خصص لهم نصف المبلغ المحدد لدعم الفرق الرياضية.
تقرير الدعم المالي لم يحمل الكثير من اللوائح مثل سابقه ولاحقه، واقتصر على صفحة وحيدة، توضحها الوثيقة التالية.
وخلف هذا الاستغلال المفضوح لأموال الجماعة من طرف العمدة السابق لمدينة طنجة استياء كبيرا من طرف الفرق الرياضية التي حرمت من الدعم، وهو ما عبروا عنه بشكل رسمي خلال تصريحات مختلفة، جملت استياء واسعا من جرمانهم من آلية أساسية للاشتغال، عبر مبالغ بسيطة تكفي بالكاد لتغطية نفقات أساسية.
عودة الدعم الرياضي ينعش الأندية
77 ناديا ضمتها لوائح الدعم المقدم من الجماعة للفرق الرياضية، وفق المقترح التي ستجري المصادقة عليه قريبا، والخاص بسنة 2016، مما يعني عودة الانتعاش للرياضة المحلية، وتوزيع الدعم على طيف واسع من الأندية، موزعة على رياضات مختلفة ومستويات متعددة من التنافس، بعيدا عن الحسابات السياسية والانتخابية التي ميزت سنة 2015.
وتظهر الوثائق التي ينشرها “شمالي” أن مبلغ الدعم ارتفع كذلك بأكثر من 20 بالمائة عن السنة السابقة، ليصل إلى 900 مليون سنتيم، جرى توزيعها وفق معايير واضحة، وفق ما أكدت مصادر من داخل المجلس الجماعي.
المقارنة بين السنوات الثلاث، في ما يتعلق بطريقة صرف الدعم العمومي للأندية الرياضية المحلية، تظهر بجلاء الأسلوب الذي اعتمده العمدة السابق فؤاد العماري في تحويلها إلى آلية سياسية، يبدو انها فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة منها، لكنها ضيعت على الأندية الرياضية المحلية دعما كانت أحق به.