سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلةكوكتيل
نادية الخدايدي.. طنجاوية أبانت عن علو كعبها في الوقاية المدنية الإيطالية
— بقلم: سهام توفيقي —
ما كان يخطر ببال نادية الخدايدي أن تحقق قصة نجاح باهرة في بلد الاستقبال الذي قدمت إليه قبل أزيد من ثلاثين عاما وتصبح مسؤولة رفيعة في هيئة الوقاية المدنية الإيطالية، سلاحها في ذلك طموح جارف إلى الارتقاء والعزيمة القوية، التي اجترحت بها المستحيل.
فبعد أن توجهت صوب إيطاليا لقضاء العطلة مع أختها الكبرى التي هاجرت سلفا لروما، تغير مجرى تخطيطها للمستقبل، إذ قررت نادية الخدايدي وعمرها لا يتجاوز 18 عاما، مغادرة مسقط رأسها طنجة والعودة مرة أخرى الى هذ البلد الأوروبي في الثمانينات لإكمال مشوارها الدراسي وخوض تجربة جديدة توجت بالاستقرار في العاصمة الإيطالية.
الشغف والطموح والرغبة في التعلم هي من ضمن سمات نادية التي لم تقبل بأقل من اندماج ناجح أسست له بداية بدراسة اللغة الإيطالية لكونها مفتاح معرفة حقوقها وواجباتها وفهم محيط عيشها الجديد، وبالتالي تجنب العديد من المطبات التي هي في غنى عنها، وبالموازاة مع ذلك تابعت دراستها بالسلك الثانوي ثم التحقت بجامعة روما، حيث نالت دبلوم الماستر.
لم يكن الطريق معبدا أمام السيدة الخدايدي، إذ بعد مرحلة التحصيل العلمي والتكوين اصطدمت بقلة فرصة العمل التي تظاهي تطلعاتها، ما جعلها تتنقل بين مهن مختلفة في القطاعين الخاص والعام. لكن عدم اقتناعها بالمهن العادية التي لا توازي طموحاتها دفعها لمعاودة البحث عن ذاتها من جديد وسط فرص عمل بديلة.
وتتويجا لما بذلته من جهد مضني لتجاوز كل المعيقات، حصلت السيدة نادية على الجنسية الإيطالية، واجتازت مباراة مهنية، كانت هي أول خطوة نحو مسار مهني متميز بالعمل كموظفة لدى الدولة، لترتقي مع توالي السنين وتراكم الخبرات إلى أعلى المناصب، حيث أضحت أول مسؤولة عربية مكلفة بالعلاقات الدولية في جهاز الوقاية المدنية التابع لرئاسة الوزراء في إيطاليا.
وقد أثار هذا النجاح والمثابرة الانتباه بسرعة وجلب لها الاحترام والتقدير، سواء في بلدها أو في الخارج، من خلال المبادرات الوطنية والدولية التي تشرف على تنظيمها. وتقر السيدة الخدايدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بصعوبة عملها وبكونه يأخذ الكثير من وقتها، إلا أنها تعشق رفع التحديات التي تواجهها يوميا كمسؤولة عن العلاقات الدولية في الوقاية المدنية الإيطالية منذ 15 عاما. وأكدت السيدة نادية أنه لولا تواجد والدتها معها في المهجر ودعمها المتواصل لها لما استطاعت أن تبلغ ما هي عليه اليوم من تفوق مهني واندماج فاعل في مجتمع هذ البلد الأوروبي.
وتدرك بأن أسس التربية التي تلقتها في محيطها الأسري قد زرعت في نفسها بذرة الإصرار والطموح الذي لا ينضب. وقد صارت اليوم أكثر اقتناعا بأن الطامحين في غد أفضل سيبلغون مبتغاهم بغض النظر عن البلد الذي يوجدون فيه وكيفما كانت الصعوبات التي تعيق تقدمهم.
وبخصوص النساء المغربيات في المهجر، تؤكد الخدايدي أن المرأة المغربية تتمتع بقدرة فائقة على التطور والتأقلم بسرعة وعلى تحمل المسؤوليات التي توكل لها وتحقق ذاتها وأهدافها، وهو ما يؤهلها لاحتلال مواقع متقدمة في مؤسسات بلدان الاستقبال.
وصرحت أنه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أقول للنساء المغربيات إن “لديهن مفاتيح نجاح خاصة بهن”، وأن “القدرة على ارتقاء سلم المجد في حياتهن المهنية وفي وقت وجيز ،هي بداخلهن”، معربة عن اعتزازها بكون كفاءات نسائية مغربية في شتى بقاع العالم يعطين صورة مشرقة عن المغرب في الخارج.